|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مشورة أحيور العموني لقائد أشور فأَجابَه أَحْيور Achior، رَئيسُ بَني عَمّونَ جَميعًا: "لِيَسْمَعْ سَيَدي كَلامًا من فَمِ عَبدِكَ فأُخبِرَكَ بِالحَقيقةِ عن ذلك الشَّعبِ السَّاكِنِ في تِلكَ النَّاحِيَةِ الجَبَلِيّة والمُقيمِ بِالقُربِ مِنكَ، ولا يَخرُجُ كَذِبٌ مِن فَم عَبدِكَ [5]. أ. رأى بعض الدارسين أن كلمة "أحيور" مشتقة عن الفعل العبري hy’wr ، وأنه يعني "النور هو أخي (الإلهي)". وهو اسم لائق به حيث ألقى بنورٍ على تاريخ إسرائيل لهولوفرنيس، وأنه صار أخيرًا أخا يهوديًا، حيث قبل الإيمان اليهودي (يهو 10: 14). ب. يرى D.N. Freedman أنه يُمكن تفسير كلمة "أحيور" لتعني "الإله الشمس هو أخي الإلهي"، وهو أمر يتناسب مع يهوه الذي قيل عنه: "جعل للشمس مسكنًا فيها..." (مز 19: 4-6)، أو لأنه موآبي يعبد الإله الشمس. ح. يرى آخرون مثل Cowley, Steinmamnأن هذا الاسم مشتق عن الكلمة السريانية Ahihud، وتعني: "أخ يهوذا" كما جاء في الترجمة السبعينية في عد 23: 27. د. يرى Henri Cazelles أن Achior مأخوذة عن Ahikar وهو اسم حكيم وثني مشهور. في رأي البعض أن أحيور أحد الأمميين الأتقياء الذين دعاهم الله للإيمان، مثل راحاب (يش 2-6)، ونعمان السرياني (2 مل 5) وخصي كنداكة الأثيوبي (أع 8: 26-40) وكرنيليوس (أع)، وغيرهم. غير أن البعض وهم يرون فيه شخصًا ليس فقط يجيد تاريخ الشعب اليهودي بدقة، وإنما الفكر اللاهوتي لهذا التاريخ (يهو 5: 5-21) أنه يهودي لم يختتن. يعتقد البعض أن أحيور هنا هو نفسه Ahiker ابن أخ طوبيت وربشاقى الذي لسنحاريب. لا نعجب إن كان لأحيور خلفية إسرائيلية، ففي الحملة الثالثة اُختير بصفة خاصة لمخاطبة اليهود بلغتهم. فقد كان ربشاقى ضليعًا في الآرامية والعبرية وقد طلب منه الرؤساء الثلاثة من اليهود الذين جاءوا معه ألا يتكلم بلغة الشعب (إش 36: 11-12). كلمة "ربشاقى" معناها حرفيًا "الرجل العظيم" مثل Turtanوهو لقب عسكري يميز حامله عن بقية كل القيادات العسكرية. نراه في سفر يهوديت يتكلم مباشرة بعد القائد الأكبر أليفانا نفسه. نظر اليهود إلى أحيور قائد العمونيين نظرة ملؤها الامتنان، وحسبوه الوثني الصالح. جاء خطاب أحيور عرضًا مختصرًا لتاريخ اليهود. وقد عرض الكتاب المقدس هذا التاريخ باختصار في مواقفٍ كثيرة، كما جاء في مز 78؛ 105؛ 106؛ حز 16؛ 20؛ حك 10؛ أع7. أما صلب التاريح كله كما ورد هنا فإن إمكانيات الشعب اليهودي تتوقف لا على قدراتهم العسكرية، وإنما على علاقتهم بالله إلههم، فإن أطاعوه وسلكوا حسب وصاياه لا تقف أمامهم أية قوات بشرية أو طبيعية، وإن عصوا وصاياه انحلوا وسقطوا. لقد حمل الخطاب تحذيرا لأليفانا مؤكدًا له أنه سيلحق به وبجيشه عارًا، فإن إمكانيات اليهود غير منظورة، لا يقدر بشر على مواجهتها. * في سفر يهوديت، عندما سأل أليفانا عدو الإسرائيليين من أي نوع هذه الأمة، وأية حرب تُعلن ضدها، أجابه أحور قائد العمونيين هكذا: لِيَسْمَعْ سَيَدي كَلامًا من فَمِ عَبدِكَ فأُخبِرَكَ بِالحَقيقةِ عن ذلك الشَّعبِ.... (يهو 5: 5-9)، كما روى أحور العموني. من هذا واضح أن بيت تارح عانى اضطهادًا من الكلدانيين من أجل التقوى الحقيقية التي بها عبدوا الله الواحد الحقيقي. القديس أغسطينوس |
|