في رسالته الأولى لتيموثاوس يصف الرسول بولس مَن يُعلِّم بتعليم لا يوافق التعليم الصحيح بأنه «قَدْ تَصَلَّفَ، وَهُوَ لاَ يَفْهَمُ شَيْئًا»، وبأنه مِن ضِمن «أُنَاسٍ فَاسِدِي الذِّهْنِ وَعَادِمِي الْحَقِّ»، ويُوصي الرسول تَجَنَّبْ مِثْلَ هَؤُلاَءِ» (١تي٦: ٣-٥). أظن أن هذه الصفات لو أُطلقت اليوم على مَن يُعلّمون تعاليم لا توافق التعليم الصحيح، سيُقال على من يصفهم بذلك إنه إرهابي، ومتزمت، يُطلق الأحكام، وكأنه مكان الله. حسناً! الرسول بولس فعل هذا. فهل الرسول بولس كان إرهابيًا ومتزمتًا؟ ما لزوم وجود مثل هذه الآيات في الكتاب المقدس إن لم يكن هذا حكم يمكن إطلاقه في نفس الظروف التي دعت بولس لإطلاقه في القرن الأول؟
قرأت هذه الجملة مؤخرًا على أحد صفحات التواصل الاجتماعي: ”لا يحق لأحد أن يفرض قناعاته على أحد“، وهي حق. فليس لي أن أفرض ما أنا مقتنع به من كلمة الله على شخص آخر. ولكن إن أراد هذا الآخر أن يكون في شركة مع جماعة المؤمنين، مع كنيسة الله، فليس من حقه أيضًا أن يفرض عليهم تعاليم لا تتفق مع كلمة الله؛ دستور ونور الكنيسة الوحيد.