|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماذا لو أتى أحدهم بتعليم غير ما تعلمناه؟ يقول بولس في غلاطية ٢: ٤، ٥ إن موقفه منهم كان واضحًا «لَمْ نُذْعِنْ لَهُمْ بِالْخُضُوعِ وَلاَ سَاعَةً، لِيَبْقَى عِنْدَكُمْ حَقُّ الإِنْجِيلِ». في يومنا هذا يدعو البعض لإعطاء حرية إبداء الآراء في كل الأمور، وسماعها مرة واثنين وثلاثة، والتهادن معها. حسنًا، لم يكن هذا موقف الرسول بولس. قد يتهم البعض مَن يحذو حذو الرسول بولس أنه لا فرق بينهم وبين داعش شيء. فلقد تم استغلال مواقف داعش الشريرة لتكون ”بعبع“ و”تهمة“ يُتهم بها كل مَن يريد أن يتصدى للخطإ داخل كنيسة الله، باعتبار أنه لا يُتيح حرية العقيدة، تمامًا كما تفعل داعش. مع أن الفرق واضح فداعش تقتل وتذبح وتُهلِك مَن لا يدين بعقيدتها، بينما الرسول بولس، ومن يحذون حذوه، لا يقتلون ولا يذبحون، لكنهم يتصدون بشجاعة للأخطاء التعليمية التي تحاول التسلل داخل الكنيسة، ويقولون بوضوح لمَن ينشر التعليم الكاذب: ”هذا التعليم غير مقبول، ولا مُرحَب به في كنيسة الله. إن أردت أن تُعلّم هذا التعليم فلا تفعل هذا بيننا“. وغني عن البيان أن الرب أعطى للكنيسة هذا السلطان لكي تحكم على مَن ينشر تعاليم كاذبة ألا يكون داخلها. أما إن أراد أن ينشره خارجها فما سلطانها؟ تمامًا كما فعل بطرس مع سيمون؛ لم يسمح له بالتواجد داخل الكنيسة، ولكن حين خرج إلى خارج، وأخذ ينشر فكره، فهل لنا أن نحكم عليه؟ كلا بالطبع. لكن من حق الكنيسة أن تحكم على من بداخلها «لأَنَّهُ مَاذَا لِي أَنْ أَدِينَ الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ؟ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ مِنْ دَاخِلٍ؟ أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللَّهُ يَدِينُهُمْ. فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ» (١كو٥: ١٢، ١٣). ملخص القول إن المسيحية لا تُعطي في الحقّ ديمقراطية أو فرصة للتعددية. وهذا في قمة الوضوح من مواقف وتعليم الرسول بولس في رسالة غلاطية. . |
|