|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن كنَّا ككهنوت مُقدس نتَّجه رأسيًا إلى الله، فإننا ككهنوت ملوكي نتجه أفقيًا نحو الناس. «وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ» (1بط2: 9). فنحن مُكلَّفون أن نخبر ونذيع ”فضائل“، أي سمو وعظمة وسجايا، من دعانا من الظلمة إلى نوره العجيب. هذه هي وظيفتنا الكهنوتية تُجاه الناس. هناك فرق كبير بين خدمة المبشر، والتي هي عطية فردية من الرب لأحد المؤمنين، وخدمتنا كجماعة متجهة نحو الناس، نعلن لهم فضائل المسيح. فكل ما في العالم من صفات هي نابعة من سلطان الظلمة، ولكننا نُعلن للعالم أننا كنا قبلاً مثلهم ظلمة، وأما الآن فنور في الرب (أف5: 8)، كنَّا نسير في الظلمة ولكن دُعينا لنوره العجيب، كنا نسلك في الظلمات ولا نور لنا (إش50: 11)، والآن نحن مرتبطون بمن هو النور الحقيقي الذي يُنير كل إنسان (يو1: 9). إن العالم على مرّ عصوره ومختلف حضاراته، انغمس في الظلمة. وعلى الرغم من ظهور كثير من الفلاسفة والعلماء يملؤون الأجواء بصيحات الانتصار عمَّا بحثوا فيه واكتشفوه، ولكنهم يمسكون بظلال خادعة، وكل علمهم وفلسفتهم هو ضباب زائل. ونحن في نور محضر الرب، ومن خلال معرفتنا بشخصه ودراستنا لكلمته، نستطيع أن نُعلن لهذا العالم الهالك عما سيأتي عليه، بل ونُخبرهم أيضًا عمَّن أنار لنا الحياة والخلود، والمذخَّر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم (كو2: 3). |
|