|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عدم الإكثار في الكلمات باطلًا أثناء الصلاة "لتكن كلماتك قليلة" [2]، فالله يطلب العمل والإخلاص لا كثرة الكلام باطلًا" (مت 6: 7). "لأن الحُلم يأتي من كثرة الشغل، وقول الجهل من كثرة الكلام" [3]. لتكن صلواتنا هادئة، ننطق بها بغير تسرع، ننطق بها بلساننا كما بحياتنا العملية، فيصرخ كياننا كله بلغة الحب العملي التي ينصت إليها الله وتفرح لها السماء كلها. ربما لهذا السبب يقول: "لا تستعجل فمك ولا يسرع قلبك إلى نطق كلام قدام الله؛ الله في السموات وأنت على الأرض" [2].كأنه يقول: دع حياتك التي تتسم بالسماوية أن تنطق وتصلي، فترتفع كلمات الصلاة معها إلى العرش الإلهي. وربما أراد الجامعة من المتعبد أن يتسرع في الكلمات لينهي صلاته إنما بين الحين والآخر يرفع فكره وقلبه ومشاعره نحو الله، يعبّر بالتأمل الداخلي عن عمق التصاقه به، كما يترك بهذا، المجال لنعمة الله تعمل فيه أثناء الصلاة... يتكلم بالروح ويستمع لصوت الرب ويرى بالروح. تتحول الصلاة إلى ديالوج حب متبادل يشترك فيه الإنسان لا بلسانه وحده بل وبكل كيانه الداخلي. يقول: "لأن الله في السموات وأنت على الأرض"... انتظر في صلواتك أن يعلن لك السماوي عن سمواته، ويعلمك لغة السماء، ويهبك شركة التسبيح مع السمائيين. * أصغ إلى مشورة الجامعة: لا تلفظ كلمة أمام الله؛ إذ يقول إن الله في السماء وأنت على الأرض [2]. أعتقد أنه يُظهر بتلك المسافة التي تفصل بين السماء والأرض بالرغم من حميمية اتصالهما المتبادل، طبيعة الله التي تفوق دائرة فكر الإنسان بلا قياس. كما تبعد النجوم عن متناول الأصابع، هكذا وبقدر متعاظم أكثر بكثير تسمو تلك الطبيعة التي فوق كل أفكار البشر على أفكارنا الأرضية. القديس غريغوريوس أسقف نيصص * سكِّت لسانك ليتكلم قلبك، سكِّت قلبك ليتكلم فيك الروح. القديس يوحنا سابا يدعونا الجامعة ألا نكثر الكلام في الصلاة، ربما لكي لا ننطق بكلمات غير مفهومة، كقول الرسول بولس: "أصلي بالروح وأصلي بالذهن أيضًا، أرتل بالروح وأرتل بالذهن أيضًا" (1 كو 14: 15).حينما نصلي أو نسبح الله يلزمنا أن ننطق بروية وخشوع، مدركين أننا نتحدث مع السماوي...لا يهاجم الجامعة الصلوات الطويلة ما دامت تُقدم بفهم وحكمة وتقوى، فقد كان السيِّد المسيح يقضي أحيانًا الليل كله في الصلاة (لو 6: 12)، ويسألنا الرسول أن نصلي بلا انقطاع (1 تس 5: 17)، وإن نصلي في كل حين (كو 1: 3). وقيل عن القدِّيس أرسانيوس أنه كان يُستغرق في الصلاة من غروب الشمس حتى شروقها، يقضي الليل كله في عذوبة الحديث مع الله. * صلِّ ولا تملّ، صلّ باستمرار صلاة إيمان ورجاء ومحبة... ولكن لا تكن صلاتك في كثرة الكلام.إن ربنا هو أول من اِختصر الخطب الطويلة كيلا تظهر في صلاتك الطويلة إلى الله بمظهر من راح يلقّنه درسًا. حاجتك في الصلاة إلى تقوى لا إلى ثرثرة. إذا صليت فلا تكن ثرثارًا كالوثنيين الذين يظنون أنهم بكثرة كلامهم يُستجاب لهم (مت 6: 7)، فلا تكن مثلهم لأن أباك عالم بما تحتاج إليه من قبل أن تسأله... لن تنقطع عن الصلاة إذا طلبت باستمرار حياة السعادة... يُقال إن في مصر إخوة يرفعون باستمرار ابتهالات قصيرة تتلى بسرعة، حفاظًا على انتباه (تركيز الذهن) ضروري لكل من يصلي. القديس أغسطينوس يقتبس الجامعة مثلًا يؤكد أهمية العمل عن كثرة الكلام: "فإن الحُلم من كثرة الشغل، وقول الجهل من كثرة الكلام" [3]. فالعمل المتواصل الجاد يُولِّد أحلامًا سعيدة، أو يحقق أحلام الإنسان ورغباته، أما لغو الكلام الكثير فيحوّل حياة الإنسان إلى الجهالة، كلماته هي "قول الجهل". كثرة الشغل تجعل الإنسان حكيمًا وواقعيًا حتى في أحلامه، وكثرة الكلام تكشف عن فراغ وجهالة! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لكن الكنيسة لا تتمخض باطلًا، ولا تلد باطلًا |
ضبط الفكر أثناء الصلاة |
شرود العقل أثناء الصلاة |
شرود الفِكر أثناء الصلاة |
السرحان أثناء الصلاة |