|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"اثنان خير من واحد، لأن لهما أجرة لتعبهما صالحة. لأنه إن وقع أحدهما يقيمه رفيقه. وويل لمن هو وحده إن وقع إذ ليس ثانٍ ليقيمه" [9-10]. اعتمادًا على هذه العبارات كان القدِّيس باخوميوس يُحتم ألاَّ يسكن راهب بمفرده في قلاية. الصداقة العاملة لها فاعليتها، لازمة في الحياة الإيمانية، وكما يقول المثل اليهودي في التلمود: "إما الصحبة أو الموت". * أتوق دائمًا إلى إقامة علاقات حميمة مع الصالحين، وكثيرًا ما أندفع إلى حبهم. فنحن نقرأ: "اثنان خير من واحد... إن وقع أحدهما يقيمه رفيقه" [9]. القديس جيروم * محب القدِّيسين هو رفيق الملائكة.* ليكن حديثك مع محبي الله لتأخذ نفسك شبه طهارتهم. القديس يوحنا سابا يروي لنا تاريخ الكنيسة عن أمثلة رائعة من الصداقات وما قدمته من بركات روحية في حياة القدِّيسين.نذكر على سبيل المثال الصداقة التي قامت بين القدِّيس باسيليوس الكبير والقدِّيس غريغوريوس النزنيزي، يقول الأخير: [إنيّ أتنشَّقك أكثر مما أتنشَّق الهواء، وأنا سواء كنت حاضرًا أم غائبًا، لا أعيش إلاَّ الوقت الذي أنت فيه معي]. كما يقول: [لما حصل التعارف بيننا واتضحت رغبتنا المشتركة في درس الفلسفة الحقيقية، أصبح كل واحدٍ منا للآخر كل شيء. كان لنا سقف بيت واحد وطاولة واحدة ندرس عليها، وعواطف مشتركة. إن أعيننا كانت تحلق نحو هدف واحد، وعاطفتنا لم تكن إلاَّ لتزيد وتترسخ يومًا بعد يوم. إن الشهوات الجسدية تزول ولكن المحبة التي تمتُّ إلى الله بصلةٍ هي ثابتة لأن موضعها ثابت، وبقدر ما تتضح جمالاتها وتُكشف بقدر ما تربط من جمعتهم برباط المحبة نفسها]. ويقدم لنا القدِّيس باسيليوس خبرته في هذه الصداقة، قائلًا: [إن الإنسان في العيشة الاجتماعية لا يتمتع بموهبته الخصوصية فقط، بل يضاعفها بإشراك الآخرين فيها ويجتني ثمرًا من مواهبهم كما يجتني من موهبته]. [ولكن الإنسان الذي يخفي في ذاته ما منحه الله من النعم والمواهب ولا يشرك سواه في فوائدها يُدان كمن دفن وزنته]. يرى بعض الآباء في قول الجامعة: "اثنان خير من واحد" تأكيد لضرورة وجود أب روحي يسند المؤمن لئلا ينحرف حسب هواه الذاتي. * كثيرون يبغون البتولية وهم لا يزالوا صغارًا وقليلي الفهم، هؤلاء يلزمهم أن ينشغلوا قبل كل شيء بالبحث عن مرشد مناسب ومعلم لهذا الطريق، لئلا في جهلهم الراهن ينحرفون عن الطريق الصحيح فيسقطون في طريق أخرى وعْرة المسالك من عندياتهم. "اثنان خير من واحد"، هكذا يقول الحكيم، فإنه من السهل أن يُهزم واحد على يديْ الخصم الذي ينصب فخاخه في الطريق المؤدي إلى الله؛ وحقًا "ويل لمن هو وحده إن وقع إذ ليس ثانٍ ليقيمه". القديس غريغوريوس أسقف نيصص * بممارستك عمل الجامعة ضع أمام عينيك أن توجّه حياتك حسنًا، وإن تصلي من أجل الحمقى لينالوا فهمًا، ويعرفوا أن يتوقفوا عن الأعمال الشريرة. القدِّيس غريغوريوس صانع العجائب |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فيا لي من بائس |
إنه حَمَل لم يُحضره إنسان ليقدمه لله |
يا للعجب الذي جاء ليقيمه من الأموات يبدو كمن لا يعرف موضع القبر |
بائس ومسكين |
تاوس هوم Taos Hum |