|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"لتفريق الحجارة وقت ولجمع الحجارة وقت" [5] تفريق الحجارة أو دحرجتها على الأرض (حسب الترجمة السبعينية) تُشير إلى قبول الأمم الوثنية وكما يقول القديس جيروم: [أقام الله من حجارة الأمم الصلدة أولادًا لإبراهيم، فصاروا حجارة مقدسة تدور على الأرض (زك 9: 16) LXX]. إن كان الوقت قد حان لقبول الأمم الوثنية الإيمان والشهادة للسيِّد المسيح على الأرض... فسيأتي الوقت التي تتجمع كل الحجارة الحيَّة ليُعلن هيكل الله السماوي الذي قيل عنه: "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية، الذي فيه كل البناء مُركَّبًا معًا، ينمو هيكلًا مقدسًا في الرب" (أف 2: 20-21). "من يغلب فسأجعله عمودًا في هيكل إلهي" (رؤ 3: 12). بالإيمان بدأ البناء الروحي لهيكل الرب بحجارة حيَّة لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح" (1 بط 2: 5)، ويتحقق كمال البناء بإعلانه في يوم الرب بناءً سماويًا باقيًا إلى الأبد. بمعنى آخر لينهدم العالم فإنه بهدمه لا ينهدم بناؤنا الداخلي بل يُعلن في أعظم قوة بمجيء الرب على السحاب ودخولنا إلى مجده السماوي. يُشير تفريق الحجارة وتجميعها إلى هدم مبنى قديم وإحلاله بآخر جديد... فإن كان العالم ببطلانه ينهار، لا نضطرب فإننا ننعم بعالم جديد، المدينة الباقية التي لها الأساسات التي صانعها وباركها الله (عب 11: 1). تفريق الحجارة أيضًا يُشير إلى ردم الحقول بإلقاء الحجارة فيها تطمرها (2 مل 3: 19، 25)، وجمعها يُشير إلى إصلاح الحقول وجعلها صالحة للزراعة. ربما يعني هنا هدم مبنى العهد القديم ليحل محله كنيسة العهد الجديد، وهدم حقل الشعب القديم ليقوم حقل العهد الجديد الممتد إلى أقاصي المسكونة... لكن لن تبقى الكنيسة محصورة بهذا العالم الزمني إنما تترقب انهيار العالم المادي وزوال ما هو منظور لننعم بما هو سماوي ونتمتع بالله غير المنظور... عندئذ نراه وجهًا لوجه. تُجمع الحجارة أيضًا لعمل نصب تذكاري إشارة إلى إقامة عهدٍ بين فريقين، أو كتذكار لأحداث جسام، كالعمود الذي نصبه يعقوب (تك 28: 18؛ 31: 52)، وأكوام الحجارة فوق عخان وأبشالوم، أو لإقامة أقواس نصر علامة الغلبة، وتفريق الحجارة يُشير إلى نقض العهد أو إزالة أقواس نصر تذكارية. إن كانت بالخطية تتفرق حجارة عهدنا مع الله وتنهدم أقواس النصر ضد عدو الخير، فلنسرع ونجمع الحجارة بروح الله ونجدد العهد في استحقاقات الدم، ونقيم أقواس النصر سريعًا، لأن الوقت مُقصّر والأيام شريرة، والعالم ينتهي ويزول. |
|