|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ربما لا يُبالي الحكيم بحياته ولا بذكراه، حاسبًا أن ما يجمعه بخبرته ومهارته وحكمته يبقى لورثته... لكنه لا يعرف ماذا يفعلون بما اقتناه هو بجهاده وتعبه. لذا يقول: "فكرهت كل تعبي الذي تعبت فيه تحت الشمس حيث اتركه للإنسان الذي يكون بعدى. ومن يعلم هل يكون حكيمًا أم جاهلًا؟! ويستولى على كل تعبي الذي تعبت فيه، وأظهرت فيه حكمتي تحت الشمس. هذا أيضًا باطل: [18-19]. لا يعلم الحكيم ماذا يفعل ورثته بما اقتناه، أما من يرتبط بالحكمة السماوية فهو يورثهم البركة التي لا تضيع. ماذا ورَّث زكريا الكاهن وأليصابات القدِّيس يوحنا المعمدان؟ صلواتهما الدائمة المقدسة وبرِّهما في الرب... فكانت حياتهما سندًا له وهو في البرية محروم من رعايتهما المنظورة! قدمت لنا الأجيال السابقة وديعة التقليد الحيّ، أي الإيمان العملي بالثالوث القدُّوس، وخبرة الحياة الإنجيلية الصادقة ميراثًا لنا نعيشه تحت كل الظروف، كنزًا لا يُقدر بثمن! ونحن أيضًا يلزمنا أن نعيش ذات التقليد الحيّ الإنجيلي لنسلمه ميراثًا للأجيال القادمة، سرّ بركة للكثيرين! قد تضيع مشاريع الكنيسة أو ممتلكاتها الزمنية لكن إيمانها هو رصيدها الحيّ، الميراث العملي الذي تتلقَّفه الأجيال ميراثًا لها! إذ لا يعرف الإنسان ما سيحل به في المستقبل أو ما سيفعله ورثته بتعبه، يعيش أيامه في غم وأحزان، وفي الليل لا يستريح قلبه [23]، أما من انشغل باللؤلؤة الكثيرة الثمن، بالسيِّد المسيح نفسه، فلا يخشى المستقبل كأنه مجهول! الأول يدخل لا شعوريًا إلى حالة من اليأس فيقول: "فكرهت الحياة... فكرهت كل تعب" [17-18]، أما الثاني فبرجاء مفرح يقول: "ليّ الحياة هي المسيح والموت هو ربح". |
|