|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنشأ قنوات كثيرة للسقي: "عملت لنفسي برك مياه لتسقي بها المغارس المنبتة الشجر" [6]. نحن نحتاج إلى ينبوع المياه الحيَّة، أي إلى روح الله القدُّوس، الذي يسقي برِّيتنا الداخلية ويقيم منها جنة مقدسة. . اقتنى عبيدًا وجواري اَنجبن له ولدان بيت لخدمته [7]. . اقتنى بقرًا وفضة وذهبًا وخصوصيات الملوك [7-8]. صار واسع الثراء، فقد قيل عنه: "وجعل الملك الفضة في أورشليم مثل الحجارة، وجعل الأرز مثل الجميز الذي في السهل في الكثرة" (1 مل 10: 27). ماذا تعني "خصوصيات الملك"؟ ما يخص الملوك أو ما ينفرد به الملوك عن سائر الأشراف والعظماء من ممتلكات أو قنية معينة. تعبير "خصوصيات peculiar treasure" في العبرية s’qulia يعني أساسًا "قنية property"، لكنه صار مستخدمًا عمومًا للدلالة على القنية ذات القيمة العالية. دُعي شعب الله "شعب اقتناء" (خر 19: 5)، بكونه شعبًا اختاره الله ليكون نصيبه، وهو ثمين في عينيه للغاية. اقتنى سليمان ما يخص الملوك كأمر ثمين... أما أنت فيُقدّم لك ملك الملوك ذاته لكي تقتنيه وهو يقتنيك، تصير نصيبه وهو نصيبك، فتقول: "أنا لحبيبي وحبيبي ليّ". هذا ما يشبع أعماقك الداخلية التي خلقها الله على صورته، فلا يشبعها أحد غيره! هذا وقد أوضح الجامعة في أكثر من موضع أن الغنى والمقتنيات ليست بالأمر الشرير، إنما يكمن الشر في فساد إرادتنا وسوء نظرتنا لها، وأيضًا انحراف هدفنا: * كن يقظًا في استعمال ثرواتك لئلاَّ تبقى عطية الله لك بلا فائدة بين يديك. هل عندك ذهب وفضة؟ إن أحسنت التصرف بهما كانا لك خيرًا. وإن كنت شريرًا فستُسيء التصرف بهما. الذهب والفضة هما شرّ للأشرار، وخير للأبرار، لا لأن الذهب والفضة يجعلان الناس أبرارًا، بل، لأن الناس الأبرار يستعملونهما للخير... أي نفع لك مما في حوزتك، حين لا تملك ذاك الذي أعطاك كل شيء؟!... أتريد أن تحتفظ بثروتك؟ دبرها كما تُريد، إن وجدت لها حارسًا أفضل من المسيح فسلِّمه إيَّاها... المسيح هو معك لكي يأخذ مالك ويحفظه لك؛ لن يخونك، بل سيحمل كنزك بأمانة. القديس أغسطينوس في القرن الثاني كتب القديس إكليمنضس الإسكندري كتابًا تحت عنوان: "من هو الغني الذي يخلص؟" يوضح فيه نظرة المسيحية إلى الغنى؛ جاء فيه:[لا نلقي بالغني أرضًا، هذا الذي يُفيد إخوتنا... لا يبدد الإنسان غناه، بل بالحري يليق به أن يُحطم شهواته الداخلية التي تتعارض مع الاستخدام الصالح للغنى. فإذ يصير الإنسان فاضلًا وصالحًا يمكنه أن يستخدم هذا الغنى بطريقة صالحة. إذن لنفهم ترك ممتلكاتنا (مر 10: 17-31) وبيعها أنه ترك وبيع لشهوات نفوسنا]. و. قدم لنفسه دون جدوى كل جوٍ إباحي من مغنيين ومغنيات وسيدة وسيدات [8]... لم يحرم جسده أو قلبه من الملذات المادية أو غير المادية. مع ما تمتع به من ثروات وملذات نال مجدًا زمنيًا وبقيت معه حكمته البشرية |
|