|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
*في الكتاب المقدس كلمة "نسر"، تشير أحيانًا إلى أرواح حقودة، مفسدة للنفوس؛ وتشير أحيانا إلى قوات العالم الحاضر. لكنها أحيانًا تشير إلى مفاهيم القديسين الحاذقة، أو إلى الرب المتجسد، تطير بسرعة فوق السفليات، وتطلب العلويات. يشهد إرميا للأرواح الراقدة في ترقبٍ: "طاردونا أخف من نسور السماء" (مرا 4: 19)... يرمز أيضًا إلى القوة الأرضية، كما قيل بالنبي حزقيال: "نسر عظيم كبير الجناحين، طويل القوادم، واسع المناكب ذو تهاويل، جاء إلى لبنان، وأخذ فرع الأرز، قصف رأس خراعيبه" (حز 17: 3-4). فإنه بهذا النسر الذي بالحقيقة إلى من يشير إلا لنبوخذنصر ملك بابل...؟ يُشار بكلمة "نسر" إلى فهم القديسين الحاذق، أو طيران صعود المسيح. لهذا فإن النبي عينه (حزقيال) عند وصفه الأربعة الإنجيليين الذين رآهم، تحت مظهر خلائق حية، أعلن أنها ظهرت له في شكل وجه إنسانٍ وأسدٍ وثورٍ ونسرٍ، بالتأكيد أشار بالنسر المخلوق الرابع الحي إلى يوحنا، الذي في طيرانه ترك الأرض، وخلال الفهم الحاذق، اخترق أسرارًا داخلية برؤيته للكلمة... لنتطلع إلى مبنى النسر نفسه، عش الرجاء في العلويات. يقول بولس: "سيرتنا نحن هي في السماوات" (في 3: 20). وأيضًا: "أقامنا معه، وأجلسنا معه في السماويات" (أف 2: 6)... فكما أن من يصعد جبًلا يتطلع إلى أسفل، فيرى الأمور السفلية صغيرة، هكذا كلما تقدم الإنسان إلى درجات عليا، مجاهدًا أن يثبت اهتمامه في العلويات، يجد بذات الجهد أن مجد الحياة الحاضرة كلا شيء، ويرتفع فوق أماكن الأرض. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|