![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقد جاء المسيح من نحو ألفي عام، وصنع فوق الصليب تطهيرًا لخطايانا، وفتح لنا بموته وقيامته وصعوده إلى يمين العظمة باب الدخول إلى السماء، ومكانًا معه في بيت الآب. فهل تذهب معنا؟ بالأسف فإنه بالنسبة لحوباب، كانت أرضه وشعبه أغلى عنده من عطايا الله الصالحة. ومع أن حوباب المدياني هو من ذرية إبراهيم (تك25: 2)، لكن اتضح أنه ليس ابن إبراهيم (قارن يوحنا8: 37و 39)، فإبراهيم لما دُعي لبى دعوة الله فورًا، وأطاع أن يخرج من أرضه ومن عشيرته ومن بيت أبيه (تك12: 1). كما اتضح أيضًا أنه – بالمفهوم الروحي – ليس من عشيرة إبراهيم (قارن تك24: 4 و51)، تلك العشيرة التي يمثلها الإيمان عينه كما نراه في رفقة، التي لما سمعت القول: «أ تذهبين مع هذا الرجل؟ قالت أذهب» (تك24: 58)، من ثم أعطت ظهرها لأرضها ولبيت أبيها (مز45: 10). وبعدها قالت راعوث الموآبية لنعمي: «حيثما ذهبت أذهب، وحيثما بت أبيت. شعبك شعبي، وإلهك إلهي» (را1: 16)، وبعدهما قال بطرس للمسيح: «ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك» (مت19: 27). نعم لم يكن حوباب مستعدًا للتخلي عما له، لكي يلقي قرعته مع شعب الله. لم يكن لحوباب الإيمان الحي، هذا الإيمان الذي عرفه أحدهم بأنه: ”ليس فقط يصدق برغم الأدلة، بل يطيع برغم النتائج“. ولذلك فقد قال: ”لا أذهب“! ما أبعده إذًا عن نسيبه موسى الذي ”بالإيمان“ أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون، مفضلاً الذل مع شعب الله على كنوز مصر وغناها وعظمتها، تلك التي لم ترقَ في نظره إلى عار المسيح، والذل مع شعب الله! |
![]() |
|