يتطلع الكاتب إلى الكوارث التي حلت بدمار أورشليم. فيرى الخراب الخطير ليس في المباني ولا في الإمكانيات، إنما في النفس التي كانت كالذهب الإبريز والحجارة الكريمة فصارت طينًا ووحلًا. الشباب صار كآنية فخار قد تهشمت. يرى الذين كانوا في حياة الترف، قد صاروا في الشوارع لا بيوت لهم. الذين كانوا يرتدون القرمز قد احتضنوا المزابل. القادة الذين كانوا أنصع من الثلج، وأنقى من اللبن، لصقت جلودهم بعظامهم، ويبسوا كالخشب. أيادي النساء الحنونات امتدت لتطبخ أولادهن ليأكلن. بسبب خطايا الأنبياء الكذبة والكهنة سُفك دم الأبرياء، ونُفي الشعب إلى السبي، فتهللت أدوم في شماتةٍ.