![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فقدان الفرح الحقيقي طُرُقُ صِهْيَوْنَ نَائِحَةٌ لِعَدَمِ الآتِينَ إِلَى الْعِيدِ. كُلُّ أَبْوَابِهَا خَرِبَةٌ. كَهَنَتُهَا يَتَنَهَّدُونَ. عَذَارَاهَا مُذَلَّلَةٌ، وَهِيَ فِي مَرَارَةٍ [4]. المدينة التي كانت تحسب نفسها سيدة العالم في عيني الله، يأتي إليها شعب الله من كل البلدان في الأعياد الكبرى، يسودها الفرح والتسبيح والتهليل كأيقونة للسماء أو الحياة العتيدة، صارت مهجورة، ليس من يأتي إليها، ولا من يمارس احتفال عيدٍ في هيكلها! حقًا بها كهنة وأيضًا عذارى كن يقمن بدورٍ هام في التسبيح وإعلان بهجة العيد (قض 21: 19-21؛ إر 31: 13، مز 68: 25)، لكن صار هؤلاء وأولئك لا دور لهم سوى الحزن والبكاء وبالأخص في أيام العيد! إذ حلّ غضب الله عليهم وتم السبي، صاروا لعنة بين الأمم، أما علامة هذه اللعنة، فهي خراب أورشليم حتى في أيام العيد. يتصور النبي منظر الطرق التي كانت تفرح بالقادمين إلى أورشليم للاحتفال بالأعياد، يُسمع فيها على الدوام صوت التسبيح والفرح. الآن ساد الطرق صمت رهيب مع حزن، لأنه ليس من قادمٍ ليحتفل بعيدٍ ما. *كيف لا تكون طرق صهيون نائحة، إذ لا يأتيها أحد، ولا يوجد من يسرع في الصعود إلى أورشليم للاحتفال بالعيد والاجتماع هناك؟! القديس ديديموس الضرير ولكن الكنائس في حالة أنين وأسوارها تستغيث، والأماكن المقدسة لا زالت مهجورة وكأنها تبكي على نفسها. ونحن نقاسي من القول المكتوب: "طرق صهيون نائحة لعدم الآتين إلى العيد" (مرا 1: 4)... ولذلك أنا أكتب لكم هذا لكي عندما تسمعون بذلك تلتجئون إلى الله بالصلاة. ونحن نعتقد أنّ الله سيرضى عنا وسيضع سريعًا حدًّا لهذا الأمر الذي تفشَّى بسبب خطايانا والتهديدات الموجّهة ضدّنا نحن الخطاة، ويقبل شفاعة صلوات القديسين . القديس سرابيون أسقف تميّ *في هذا اليوم وُلِد الرب الذي هو حياة وخلاص البشر. اليوم تمّ الصلح بين الله والإنسان، وبين البشرية واللاهوت. اليوم اهتزت الخليقة كلها: فالعلويون تقدّموا نحو السفليين والسفليون نحو العلويين. اليوم أُبيدت الظلمة، وبدأت حياة الإنسان (الحقيقية). اليوم انفتح الطريق للإنسان نحو الله، وطريق الله نحو النفس البشرية. في القديم قال النبي: "طرق صهيون نائحة لعدم الآتين إلى العيد" (مرا 1: 4)، مشيرًا بذلك إلى هجران النفس وسُقمها، لأنه لم يكن هناك أي طريق يوصل الله إلى نفس الإنسان وفكره، والنفس أيضًا لم تستطع أن تتقدّم أكثر نحو الله . القديس أنبا مقار الكبير |
![]() |
|