الذي فَدَى آباءهم من عبودية فرعون قادر وحده أن يفديهم حتى من الموت ويخلصهم من الهاوية: "من يد الهاوية أفديهم، من الموت أخلصهم. أين أوْباؤك يا موت؟! أين شوكتك يا هاوية؟! تختفي الندامة عن عينيّ" [ع14].
إنه يحقق لهم ما لا يستطيع ملك آخر أن يحققه لهم، فإنه لا يطلقهم من السبي فحسب وإنما له سلطان أن ينطلق بهم من الهاوية، ويخلصهم من الموت، الأمر الذي تحقق بدخول المخلص إلى الموت ليحطم سلطانه.
وكما يقول القديس جيروم: [لنا هذه التعزية، أن كلمة الله قد ذبح الموت... مات (ربنا يسوع) لكي بموته يميت الموت نفسه.]
كما يتحدث مع الموت قائلًا: [لقد ابتلعت يوناننا (مسيحنا) لكن هو حيّ حتى في جوفك. حملته كميت لكي ما تهدأ عاصفة العالم وتخلص نينوى التي لنا بالكرازة به. نعم لقد هزمك وذبحك... بموته صرت أنت ميتًا، وبموته صرنا نحن أحياء. ابتلعته فإذا بك أنت تُبتلع. بينما كنت مضروبًا بالشوق إلى الجسد الذي أخذه مقتنصًا إياه كفريسة بمخالب نهمك، إذ بك تُجرح في الداخل...!.]
هذا هو وعد الله لنا... وهبنا السلطان على الموت، دون ندامة أو تغيير في وعده إذ يقول: "تختفي الندامة عن عيني"، أيّ لا أتراجع فيما وعدت به.