ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لَيْئَة تتوق للحب (تك ٢٩: ٣١-٣٥) في سنواتها الأولى من تربية الأطفال نجد لَيْئَة في ذروة حياتها الروحية. فتدخُّل الله المُحب في حياتها واضح لها، وهي تعترف به بامتنان. ولكن من المستحيل أيضًا تجنب ملاحظة ما يبدو أنه انحراف في حياة لَيْئَة الروحية منذ وقت ولادة ابنها الخامس (تك ٣٠: ١٧-٢١). ففيما يتعلق بالأربعة الأوائل، كانت تنظر إلى يد الرب بالتأكيد، ولكن الآن لم تعد هناك أي إشارة إلى اسم إله العهد يهوه (الرب)، وتشير تعبيراتها إلى ما هو شخصي بحت تقريبًا وحتى أناني، حيث يُولد لها ولدان وابنة. «وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ لَيْئَةَ مَكْرُوهَةٌ فَفَتَحَ رَحِمَهَا، وَأَمَّا رَاحِيلُ فَكَانَتْ عَاقِرًا. فَحَبِلَتْ لَيْئَةُ وَوَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ رَأُوبَيْنَ، لأَنَّهَا قَالَتْ: إِنَّ الرَّبَّ قَدْ نَظَرَ إِلَى مَذَلَّتِي. إِنَّهُ الآنَ يُحِبُّنِي رَجُلِي» (تك ٢٩: ٣١، ٣٢). يا له من مأزق مثير للشفقة للَيْئَة المتزوجة من رجل لم يرِدها أبدًا زوجة، ويرفض منحها الحب الذي تحتاجه بشدة. ومد إله التعويضات يده بمحبة إلى لَيْئَةَ بإعطائها ابنًا مرغوبًا فيه؛ رَأُوبَيْنَ الذي معنى اسمه ”هوذا ابن“. كان فرحًا عظيمًا أن تتمكن لَيْئَة من تُنجب ليعقوب طفلاً ذكرًا ليُصبح وريثه. أشعل هذا الطفل أمل لَيْئَةَ في أن يحبها يعقوب، الذي كان حبه لراحيل قويًا لدرجة أنه بالكاد اعترف بوجود لَيْئَةَ. ولربما كان عقم راحيل - على الأقل – هو الذي قاد يعقوب إلى خيمة لَيْئَة ليُنجب لنفسه أبناء. الأمر المعزي حقًا أنه لا شيء إلا ويقع تحت بصر الله، فيقول الوحي «وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ لَيْئَةَ مَكْرُوهَةٌ فَفَتَحَ رَحِمَهَا». إن إلهنا هو إله التعويض، وهو لا يغلق بابًا إلا ويفتح أبوابًا. وهو ما حدث مع لَيْئَةَ، فلقد عوضها الله بوفرة فأعطاها سبعة أولاد: ستة من البنين وبنتًا. مع أن الرب في عطفه نظر إلى مذلة تلك ”المكروهة“ نسبيًا غير أن يعقوب لم يتأثر بولادة ”رأوبين“ البكر، بل ظل كما يبدو متأثرًا بالظلم الذي أوقعه عليه لابان حين أعطاه لَيْئَةَ بدلاً من راحيل؛ وذلك أننا نفهم من قول لَيْئَةَ ـ بعد ولادة رأوبين: «إِنَّ الرَّبَّ قَدْ نَظَرَ إِلَى مَذَلَّتِي. إِنَّهُ الآنَ يُحِبُّنِي رَجُلِي» الرب قد سمع أني مكروهة فأعطاني هذا أيضًا» أعني أن يعقوب بقي على كراهته، ـلتلك المرأة المسكينة؛ متأثرًا بخديعة لابان، ومن هنا أعطاها الرب ولدًا آخر. ولكن لم تتحقق آمال لَيْئَة في جزء صغير من عواطف ومحبة يعقوب، كما يتضح من ردها على ولادة ابنها الثاني: «وَحَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا، وَقَالَتْ: إِنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ أَنِّي مَكْرُوهَةٌ فَأَعْطَانِي هذَا أَيْضًا. فَدَعَتِ اسْمَهُ شِمْعُونَ» (تك ٢٩: ٣٣). لم تجد لَيْئَة أي تغيير في مواقف يعقوب أو أفعاله تجاهها، ولذلك عندما وُلد الابن الثاني اعترفت بالطفل باعتباره استجابة حنونة، لإله محب، يعرف أفكار قلبها، ودعت الابن ”شمعون“ الذي معناه ”استماع“، شهادة على وعي لَيْئَة بنعمة إلهها. ومع ولادة ابنها الثالث، انتعشت مرة أخرى آمال لَيْئَة في حنان يعقوب وعاطفته: «وَحَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا، وَقَالَتِ: الآنَ هذِهِ الْمَرَّةَ يَقْتَرِنُ بِي رَجُلِي، لأَنِّي وَلَدْتُ لَهُ ثَلاَثَةَ بَنِينَ. لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ: لاَوِيَ» (تك ٢٩: ٣٤). لقد تغير شيئان منذ ولادة رأوبين بكر يعقوب: أولاً: أنجبت لَيْئَة حتى الآن ثلاثة أبناء ليعقوب، وليس ابنًا واحدًا فقط. إن مجرد عدد الأطفال الذين أنجبتهم كان يجب أن يُثير إعجاب يعقوب بقيمتها بالنسبة له، خاصة وأن راحيل لم تنجب له أولادًا. ثانيًا: أصبحت آمال لَيْئَة أكثر واقعية. لم تعد تطمح إلى المستوى العالي من الحب الذي كان لدى يعقوب لراحيل، ولكن فقط للارتباط الذي يجب أن يكون لدى أي رجل لزوجة مثمرة للغاية. إذا فهمت كلماتها بشكل صحيح، فإن الارتباط الذي تريده لَيْئَة ليس هو العاطفة، بل الالتزام. كيف لا يشعر يعقوب باللطف تجاهها بسبب هؤلاء الأبناء الذين أعطتهم له؟ في حين أن الأبناء الثلاثة لم يفعلوا شيئًا يُذكر لتغيير قلب يعقوب، كانت ولادة الرابع مناسبة لتعبير لَيْئَة الأكثر ورعًا عن التسبيح والشكر تجاه الله الذي سمع صلواتها: «وَحَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا وَقَالَتْ: هذِهِ الْمَرَّةَ أَحْمَدُ الرَّبَّ. لِذلِكَ دَعَتِ اسْمَهُ: يَهُوذَا. ثُمَّ تَوَقَّفَتْ عَنِ الْوِلاَدَةِ» (تك ٢٩: ٣٥). سابقًا، كانت لَيْئَة ممتنة لله من أجل الأطفال الذين أعطاهم لها، ولكن كان في مقدمة أفكارها تأثير ذلك على يعقوب. لقد كانت تسعى إلى حبه باستماتة. كانت ذروة تقوى لَيْئَة هي تلك النقطة التي أدركت فيها أن كونها محبوبة ومُقادة من الله، فهذا أعظم بكثير من أن يحبها أي إنسان. في حين أن محبة يعقوب كانت لا تزال شيئًا تُريده بشدة، إلا أنها كانت راضية عن محبة الله الغنية. ففي الرب كانت مُباركة بغنى. وهكذا فلها الآن أن تحمده وتُسبحه وتمدحه. وهكذا كان الاسم الذي أعطته لابنها الرابع: ”يهوذا“، الذي يعني ”حمد“ أو “تسبيح“. وهكذا على التوالي امتلأ البيت بالأولاد، حتى انتهت المرحلة الأولى بيهوذا، سبب ”الحمد“ فإنه من سبط يهوذا بحسب الجسد طلع ربنا، المسيح ”الكائن على الكل، الله المبارك إلى الأبد“. |
|