![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() نسل آدم الأول كما أن عناية السماء ظهرت مع آدم الأول فلقد ظهرت أيضًا مع نسله، حتى الأشرار منهم! فقد نندهش أن أول شرير وأول قاتل، حظيَ بعناية الرب له! تأمَّل في ذلك الرجل الدموي، ويديه ملوثتين بدم أخيه، وهو يشكو الله من أنه طرده عن وجه الأرض، وقد صار مهدَّدًا بالقتل. بماذا أجابه الرب؟ وكيف تعامل مع مَن جعل الأرض تشرب لأول مرة دم الإنسان؟ ما أعظم ذلك الإله الذي صفاته وكمالاته لا يحدها شر الإنسان وفساده، إذ نسمعه يقول لقايين: «كُلُّ مَنْ قَتَلَ قَايِينَ فَسَبْعَةَ أَضْعَافٍ يُنْتَقَمُ مِنْهُ»، وليس ذلك فقط بل أيضًا «جَعَلَ الرَّبُّ لِقَايِينَ عَلاَمَةً لِكَيْ لاَ يَقْتُلَهُ كُلُّ مَنْ وَجَدَهُ» (تك4: 14، 15)!! وإن تساءلنا لماذا يُظهر الرب عنايته لشرير أثيم كهذا؟ أقول لعلَّ ما يحظى به هذا الشرير من لطف وعناية من الله يجعله يُعيد حساباته ويرجع عن خطئه ويتوب إلى الله، وبلغة الرسول بولس «لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ» (أع17: 27). لذا أقول كم هو جّدُ خطير أن يستخف الإنسان في بُعده وتيهانه بمعاملات الله الرقيقة معه، فلا يصغي لتحذير الرسول: «أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟» (رو2: 4). |
![]() |
|