|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله حاضر في الألم الإنساني، ليس كشاهد صامت، بل كمن يحمل الألم في ذاته . هو معنا في أعمق لحظات الألم، متألمًا مع المتألمين، ومظلومًا مع المظلومين، وقادرًا أن يحوّل الحزن إلى رجاء. كما في القصة المؤثرة من معسكرات النازية، حيث وُضِع ثلاثة أشخاص على المشنقة، بينهم طفل صغير. مات الرجلان سريعًا، لكن الطفل بقي يتأرجح، يصارع الموت لأكثر من نصف ساعة. وسط صمت المعسكر، سأل أحدهم: “أين الله؟” وعندما مر الراوي بجوار الطفل المعلق، جاءه الجواب من أعماق وعيه: “الله هنا، متدلٍ من حبل المشنقة.” هذه القصة القاسية تختصر حقيقة إلهنا الذي اختار أن يكون حاضرًا في آلامنا ، لا كشاهد، بل كشريك حقيقي يحمل عنا هذا الألم. كما يقول الكتاب المقدس: “لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ” (عب 2: 18). الحياة مع الله ليست خالية من الألم ، لكنه وعد أن يكون معنا دائمًا. ففي تجسده لم يمنع عن نفسه الألم والتجربة، بل جاز فيهما ليكون قادرًا أن يعيننا في محننا. هو معنا حتى في أظلم الأوقات، يعيننا بمعونته ويمنحنا القوة لنكون فوق الظروف، لا تحت وطأتها. هو إله الحياة، القادر أن يحوّل موتنا إلى قيامة وألمنا إلى حياة. الحياة مع الله هي حياة الاتكال والرجاء، حياة تعبر بنا فوق كل ضيق لأنه معنا كل يوم حتى انقضاء الدهر. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لكن الله حاضر |
الله لم يخلصنا عن طريق إصلاح طبعنا الإنساني |
الله حاضر في الأسرار |
الدور الإنساني في مشكلة الألم ::: |
الله.. أساس الإبداع الإنسانى |