كيف تؤثر النميمة على المجتمع المسيحي والعالقات المسيحية

[Mary Naeem]

كيف تؤثر النميمة على المجتمع المسيحي والعالقات المسيحية




النميمة، مثل السم الخفي، يمكن أن يكون لها آثار قوية وبعيدة المدى على مجتمعاتنا وعالقاتنا المسيحية. فتأثيرها لا يمس الافراد فقط بل أيًضا نسيج شركتنا، متحديًة الوحدة والمحبة التي ُدعينا إليها كأتباع ليسوع.
تؤدي النميمة إلى تآكل الثقة التي هي أساس أي عالقة أو مجتمع سليم. عندما تنتشر النميمة، يبدأ الناس في التشكيك فيما يقال عنهم
من وراء ظهورهم. هذا يخلق جًوا من الشك والخوف، حيث يصبح التواصل الصريح والصادق صعًبا. ونتيجة لذلك، تضعف روابط
الشركة التي يجب أن تميز مجتمعاتنا المسيحية. لقد ُذِّكرنا في سفر "رَجُلُ الأَكَاذِيبِ يُطْلِقُ الْخُصُومَةَ، وَالنَّمَّامُ يُفَرِّقُ الأَصْدِقَاءَ." (أم 16: 28). فالنميمة لديها القدرة على دق أسافين بين أقرب الاصحاب.
يمكن أن تضر النميمة بسمعة األفراد داخل المجتمع بشكل كبير. وبمجرد أن تبدأ المعلومات السلبية - سواء كانت صحيحة أو خاطئة
- في الانتشار، قد يكون من الصعب للغاية التراجع عن الضرر. يمكن أن يؤدي ذلك إلى عزل وتهميش بعض األعضاء، مما يتعارض بشكل مباشر مع دعوتنا لنكون جسد المسيح الجامع والمحب. يجب أن نتذكر كلمات"لاَ يَذُمَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ. الَّذِي يَذُمُّ أَخَاهُ وَيَدِينُ أَخَاهُ يَذُمُّ النَّامُوسَ وَيَدِينُ النَّامُوسَ. وَإِنْ كُنْتَ تَدِينُ النَّامُوسَ، فَلَسْتَ عَامِلًا بِالنَّامُوسِ، بَلْ دَيَّانًا لَهُ. وَاحِدٌ هُوَ وَاضِعُ النَّامُوسِ، الْقَادِرُ أَنْ يُخَلِّصَ وَيُهْلِكَ. فَمَنْ أَنْتَ يَا مَنْ تَدِينُ غَيْرَكَ؟" (يع 4: 11-12).
تعيق النميمة أيًضا عملية المصالحة والغفران، وهما أمران أساسيان في إيماننا المسيحي. عندما تتم مناقشة النزاعات أو القضايا بشكل غير مباشر من خلال النميمة بدًال من معالجتها بصراحة ومحبة، يصبح حلها أكثر صعوبة. يمكن أن يؤدي هذا إلى استياء وانقسامات طويلة األمد داخل الجماعة، مما يقوض شهادتنا للعالم عن محبة المسيح المصالحية.
إن وجود النميمة في المجتمع المسيحي يمكن أن يكون حجر عثرة للمؤمنين الجدد أو أولئك الذين يستكشفون اإليمان. إذا الحظوا
مجتمًعا يتسم بالغيبة والكالم السلبي، فقد يدفعهم ذلك إلى التشكيك في صحة إيماننا وقوة اإلنجيل التحويلية. كما قال يسوع: "ِبَهَذا
َحَّب َبْعُضُكْم َبْعًضا" (يوحنا :13 35). النميمة تتعارض مباشرة مع هذه المحبة.
على المستوى الروحي، يمكن للنميمة أن تعيق نمو ونضج الأفراد والمجتمع ككل. إنها تصرف انتباهنا عن التركيز على نمونا الروحي
والجوانب الايجابية لايماننا. فبدًال من أن يبني بعضنا بعًضا في المحبة، كما نحن مدعوون للقيام به، فإن النميمة تهدم وتدّمر.
بولس في (أف 4: 29): لا تخرج كلمة ردية من أفواهكم بل كل ما كان صالحا للبنيان حسب الحاجة كي يعطي نعمة للسامعين
يمكن للنميمة أيًضا أن تخلق بيئة تصبح فيها المساءلة الحقيقية صعبة. عندما يخشى الناس من أن تصبح صراعاتهم أو أخطائهم مادة للنميمة، قد يقل احتمال طلبهم للمساعدة أو االعتراف بخطاياهم لبعضهم البعض. يمكن لهذه السرية وانعدام الضعف أن يمنع الجماعة من أداء دورها في دعم وتشجيع بعضهم البعض في الايمان.
أخيًرا، وجود النميمة في الجماعة المسيحية يمكن أن يحزن الروح القدس ويعيق شهادتنا الجماعية للعالم. يحّذرنا بولس في أفسس
"وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ. لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ." (أف 4: 30-31).عندما ننخرط في النميمة، فإننا لا نعكس شخصية المسيح لمن حولنا.