|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَنْ يَكْتُمُ خَطَايَاهُ لاَ يَنْجَحُ، وَمَنْ يُقِرُّ بِهَا وَيَتْرُكُهَا يُرْحَمُ [ع 13]. يميل الإنسان المخطئ إلى تبرير نفسه وعدم الاعتراف بخطئه، كما فعل أبوانا الأولان آدم وحواء، بل ويلقي أحيانًا الخاطئ باللوم على الظروف المحيطة به، وأحيانًا على الله نفسه. وقد طالبنا الله بالاعتراف بخطايانا، كما اعترف داود النبي أمام ناثان النبي (2 صم 12: 13). وجاء الشعب إلى الأردن، واعتمدوا من يوحنا المعمدان، معترفين بخطاياهم (مت 3: 6؛ مر 1: 5). ويقول القديس يوحنا الرسول: "إن اعترفنا بخطايانا، فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا، ويطهرنا من كل إثم" (1 يو 1: 9). * من أُصيب في الحرب لا يستحي من تسليم نفسه إلى يد طبيب حكيم، لأنه غُلب على أمره وأُصيب. وإذ يُشفى، لا يرذله الملك بل يحسبه مع جيشه. هكذا يليق بالإنسان الذي جرحه الشيطان ألا يستحي من الاعتراف بجهالاته، وأن يبتعد عنها، طالبًا التوبة دواءً لنفسه. فمن يستحي من إظهار جرحه يمتد الضرر إلى جسده كله. من لا يستحي من ذلك يُشفى جرحه، ويعود إلى المعركة. القديس أفراهاط القديس جيروم من يظن أنه يخفي جُرمه، إنما يهلك في رجاءٍ فارغٍ، لأن ذلك مجرد حديث واهٍ وليس الحق. حقًا "حديث الخطاة الفارغ مكروه" (سيراخ 27: 13)، لا يعطي ثمرًا بل نواحًا فقط! لأن "حديث الأحمق كحِمْلٍ في الطريق" (سيراخ 21: 16). وما الخطية إلاَّ ثقلٍ؟ ثقلٍ على كاهل عابر السبيل في هذا العالم، حتى أنه يتثقل بحملٍ ثقيلٍ من الجُرم! فإن كان راغبًا في عدم الخضوع لحمل الثقل، عليه أن يلتفت إلى الرب الذي قال: "تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت 11: 28)... أية تعاسة يمكن أن تكون أكثر من ذلك؟ فحتى الفِرَاش الذي يمنح كل الناس الراحة، يسبب ألمًا مروعًا. وآنذاك نتذكر حقًا ما قد صنعناه، ويوخز ضميرنا الداخلي بمناخس أعماله الذاتية. لأنه لأي سبب يقول الكتاب المقدس لمثل هؤلاء الناس: "ما تقولونه في قلوبكم، تندَّمون عليه في مضاجعكم" (مز 4:4). فهذا بحق هو علاجُ الخطية، لكن لا يزال الضمير مجروحًا! * "من يكتم خطاياه لا ينجح، ومن يُقرّ بها ويتركها يرحم" (أم 28: 13). بالحقيقة يتحرك الإنسان الحكيم نحو التوبة عن أخطائه، أما الغبي فيجد مسرة فيها. "البار يتهم نفسه" (أم 18: 17)، أما الشرير فمدافع عن نفسه. البار يود أن يسبق متهمه في ذكر خطاياه، أما الشرير فيود أن يخفيها. واحد يندفع في بدء حديثه ليكشف عن خطيته، والآخر يحاول أن يستبعد الاتهام عنه بثرثرة حديثه كمن لا يكشف عن خطيته. القديس أمبروسيوس |
|