وفي أي موقف تتعرَّض له، ثق أن الله معك، بجانبك ولن يتركك. هو يراك حتى عندما لا تقدر أن تراه، قالت له هاجر: «أَنْتَ إِيلُ رُئِي» أي “الله يرى”، وشهد عنه أيوب قائلا: «هُوَذَا يَمُرُّ عَلَيَّ وَلاَ أَرَاهُ، وَيَجْتَازُ فَلاَ أَشْعُرُ بِهِ» (أي9: 11). وقيل عن المسيح «وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ كَانَتِ السَّفِينَةُ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ، وَهُوَ عَلَى الْبَرِّ وَحْدَهُ. وَرَآهُمْ مُعَذَّبِينَ فِي الْجَذْفِ، لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ ضِدَّهُمْ. وَنَحْوَ الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ أَتَاهُمْ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ» (مر6: 47، 48). وكان مع الرجال الثلاثة في وسط أتون النار (دا3 )، ومع يعقوب وهو هارب من بيت أبيه (تك28)، وهو خائف من غضب أخيه (تك32)، وهو الآن معك في تجربتك أو مرضك. قد تُترك من الجميع ولكنه وعد قائلاً: «هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ» (مت28: 20). هو معك ليضمك إلى صدره، يكفكف دموعك ويضمِّد جروحك، لذلك حتى وأنت مخطئ، لا تهرب منه بل اهرب إليه، واختبئ فيه، لأنه حصن أمانك الوحيد.