|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل يجدر بالشباب أن يكونوا في زمرة يمكن القول أن الزمرة هي مجموعة خاصة من الناس الذين يقضون وقتهم معاً ولا يرحبون بالذين من خارج مجموعتهم. عادة ما ينجذب الناس إلى الآخرين الذين يشبهونهم، وأحياناً دون أن يدركوا، يكونون زمرة. عندما نجد آخرين يحبون نفس ما نحبه، ولديهم نفس حس الدعابة، ونفس المفاهيم العالمية، فإننا نريد أن نقضي مزيد من الوقت معهم. ونحن نتمتع بمصاحبة من يتفقون مع وجهات نظرنا وشخصياتنا. فمن الطبيعي جداً والمقبول أن نقضي الوقت مع مجموعة صغيرة من الأصدقاء الذين نتمتع برفقتهم. ولكن من غير المقبول رفض من هم خارج مجموعة الأصدقاء أو عدم اللطف في معاملتهم. يقول لنا الكتاب المقدس أن نحب الجميع كما نحب أنفسنا (غلاطية 5: 14) بما في ذلك من هم مختلفين عنا. كثيراً ما ترتبط الزمر (الشِلَلية) بسلوك أطفال المدارس غير الناضجين، ولكن بعض الكنائس معروفة بوجود الزمر. وتميل بعض الطوائف إلى تشجيع تلك الثقافة أكثر من غيرها، وكثيراً ما يعكس سلوك شعب الكنيسة توجهات قادتها. فالراعي المنفتح، المتضع، والذي يتوق إلى التواصل مع الجميع عادة ما يقود كنيسة تمتليء بأناس لهم نفس الإتجاه. ولكن، الرعاة الذين يعتبرون أنفسهم أعلى من مستوى الشخص العادي في الكنيسة، أو الذين يعزلون أنفسهم في دائرة ضيقة من أشخاص مختارين يمكنهم دون وعي أن يجعلوا شعب الكنيسة يتمثلون بهم. تحذر رسالة بطرس الأولى 5: 5 من مثل هذه الإتجاهات: "... تَسَرْبَلُوا بِالتَّوَاضُعِ، لأَنَّ اللهَ يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً." لا نستطيع أن نمنع أنفسنا من الإنجذاب نحو من يجعلونا نشعر بالراحة والقبول. قال سي إس لويس C S Lewis أن "الصداقة تولد في اللحظة التي يقول فيها أحدهم لشخص آخر: 'ماذا؟ أنت أيضاً؟ كنت أعتقد أنني الوحيد في هذا'". عندما نجد أن هذا الموقف يتكرر مع عدد من الناس فإننا ربما نفضل صحبتهم عن صحبة الذين لا نعرفهم جيداً أو الذين لا نهتم بصورة خاصة أن نكون معهم. ربما يكون عقد صداقات جديدة أمر مربكٌ وغير مريح. لهذا فإننا تلقائياً نبحث عن الذين نعرفهم، ويمكن أن يؤدي هذا النمط إلى خلق زمرة. وتصبح دائرة الأصدقاء زمرة عندما يفقدون الإهتمام بالتعرف على أناس جدد ولا يظهرون الترحيب عندما يحاول شخص جديد الإنضمام إلى مجموعتهم. وفي داخل الكنيسة، يمكن أن يكون وجود الزمر مدمراً روحياً للأعضاء الجدد وخاصة الأضعف في الإيمان. تقول رسالة يعقوب 2: 1 "يَا إِخْوَتِي، لاَ يَكُنْ لَكُمْ إِيمَانُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، رَبِّ الْمَجْدِ، فِي الْمُحَابَاةِ. قد تكون هذه المحاباة نتيجة الحالة المادية أو الشعبية أو أسلوب الحياة أو التاريخ الشخصي. يجب أن يكون المؤمنين واعيين للميل نحو المحاباة والعمل على القضاء عليه حينما نراه في أنفسنا. عندما نعترف بتحيزنا أمام الله فإننا بهذا نأخذ خطوة نحو التغلب عليه. لا نستطيع تغيير ما لا نقر به. إقترح البعض أن المسيح كان جزء من زمرة، حيث أنه قضى الكثير من وقته مع بطرس ويعقوب ويوحنا فقط (مرقس 5: 37). كان للمسيح تلاميذ كثيرين (يوحنا 6: 60)، ولكن فقط إثني عشر رسولاً مختارين (متى 10: 1). صحيح أنه شارك بعض من أعظم الإختبارات الروحية مع المقربين إليه فقط، ولكن هذا هذا يشكل زمرة؟ يدرك الأصحاء أنه توجد مستويات عديدة للعلاقات، وأنه ليس جميع الناس يستحقون نفس المستوى من الثقة. وقد أظهرت حياة المسيح التوازن المثالي في العلاقات. كانت لديه دائرة داخلية صغيرة من الأصدقاء المقربين، ولكنه لم يقضي كل أوقاته معهم فقط. كانت حياته مشغولة بالتفاعل والبركة والتعليم وخدمةكل من جاءوا إليه، وعلَّم تلاميذه أن يفعلوا مثله (متى 4: 23؛ 12: 15؛ لوقا 20: 1). أعطى المسيح بإيثار دون أن يسمح للآخرين أن يأخذوا ما لا يريد أن يعطيهم إياه. وحتى حياته نفسها لم تؤخذ منه، بل قدمها بنفسه برضى (يوحنا 10: 18). لا نستطيع أن نقضي كل أوقاتنا في العطاء. فحتى المسيح أخذ وقتاً لكي ينفرد مع الآب (مرقس 6: 45-46). كذلك شجع التلاميذ أن يرتاحوا (مرقس 6: 31). ويعرف الأصحاء الفرق بين من يخدمونهم ومن يساعونهم على حمل عبء الخدمة، وهم يخصصون طاقة ووقتاً مناسبين لكل مجموعة. ليس بالضرورة أن تكون دائرة الأصدقاء القريبين زمرة. بل يمكن أن يكونوا أناساً وجدوا رفقاء يساعدونهم على حمل أثقالهم. كما أنهم لو كانوا يكرسون حياتهم لخدمة الآخرين والعطاء لمن لا يستطيعون أن يعطوهم بالمقابل، فربما يحتاجون إلى دائرة قريبة تريحهم من ضغوط العطاء المتواصل كما كان المسيح. ويحتاج المتفرغين للخدمة بصورة خاصة إلى أناس يثقون بهم ويستطيعون أن يكونوا على طبيعتهم في رفقتهم دون ضغوط ومتطلبات الخدمة المستمرة. قد ينظر من هم ليسوا في تلك الدائرة إلى الوضع بغيرة ويسمون ذلك زمرة، غير مدركين أن الجميع – بمن فيهم قادة الخدمة – يحتاجون إلى القليل من الأصدقاء الموثوق بهم. في حين يجب أن يكون هدف كل مؤمن هو التمثل بالمسيح وتنمية محبة غير أنانية تجاه الجميع، كذلك من المهم العمل على تنمية هذه الصداقات. ولكن، إن أصبحت دائرة الأصدقاء وحدة مغلقة تتعمد إستبعاد آخرين ممن يمكن أن يصبحوا أصدقاء، فربما تكون قد صارت وضع غير صحي. إذا كانت خصوصية مجموعة في الكنيسة تسبب الألم أو الإستياء في جسد المسيح، فيجب أن تفكر تلك المجموعة في إعادة التشكيل حتى تتجنب النظر إليها كزمرة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هل يجدر بالشباب ممارسة الهوايات |
هل يجدر بالشباب الذهاب إلى الحفلات |
هل يجدر بالشباب أن يكون وطنياً |
هل يجدر بالشباب تناول مسكنات الألم |
هل يجدر بالشباب استخدام العطور/الكولونيا |