|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإشارات الثلاث إلى موت المسيح هي كالآتي: يوحنا 1: الإشارة إلى دم المسيح (الحمل المذبوح). يوحنا 2: الإشارة إلى موت المسيح (متبوعا بقيامته). يوحنا 3: الإشارة إلى صليب المسيح (تحت تعبير رفع ابن الإنسان). ومن الجميل أننا نميز بين هذه الثلاثية الهامة: الدم، والموت، والصليب. فإننا حيث نقرأ في الكتاب المقدس عن دم المسيح فإننا نجد غالبا شيئاً عن البركات التي صارت لنا نتيجة موته، له المجد. وعندما نقرأ عن الموت فإننا نجده يعبر بصفة عامة عن طاعة المسيح وعن محبته: فلقد أطاع حتى الموت، كما أنه أحب حتى الموت. لكننا في الصليب نرى عنصراً آخر كما سنوضح بعد قليل. ونظراً لأننا نتحدث عن الصليب في إنجيل يوحنا فإننا سنتوقف قليلاً عند هذه العبارة التي قيلت في أصحاح 3 «ينبغي أن يُرفَع ابن الإنسان». ولقد تكررت هذه العبارة، باختلافات بسيطة، مرات ثلاث في إنجيل يوحنا. المرة الأولى هنا، ثم المرة الثانية في يوحنا8: 28 والمرة الثالثة في يوحنا12: 32 ونلاحظ أنه في المرات الثلاث ارتبط رفع المسيح بلقب «ابن الإنسان». كما نلاحظ أن المرة الأولى من هذه المرات الثلاث كانت في بداية خدمته، والمرة الثانية في منتصف الخدمة، والمرة الثالثة في نهايتها؛ مما يوضِّح أن الصليب كان دائماً ماثلاً أمام عيني المسيح. المرة الأولى أعلنه الرب لرجل مخلِص باحث عن الحق، والمرة الثانية قاله لجماعة من الفريسيين غير المؤمنين، والمرة الثالثة ردده الرب على مسامع أناس من اليونانيين كانوا قد أتوا في العيد ليسجدوا؛ ومن هذا نتعلم أن الصليب هو أعظم حقيقة على جميع البشر مواجهتها، وهو سيؤثر فيهم حتماً إن سلبياً أو إيجابياً. كما نلاحظ أيضاً أن المسيح في يوحنا 3 ذكر حتمية الصليب، إذ قال «ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان». لكن ترى من الذي كان سيرفعه؟ لنا إجابتان على هذا السؤال نجدهما في الفصلين التاليين، أعني يوحنا 8؛ 12. في يوحنا 8 قال المسيح إن اليهود الأشرار هم الذين سوف يرفعونه (هذا هو الجانب الإنساني في الصليب)، وفي يوحنا 12 قال إنه هو الذي سوف يرتفع (وهذا هو الجانب الإلهي). |
|