|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فارق جذري: يلزمنا بادىء ذي بدء أن نشير إلى أن هناك إختلافًا جذريًا بين المنهج المسيحي في تكوين القيادات، وبين طرق ومناهج هيئات العالم في إختيار وإعداد الكوادر القيادية وتدریبها... ذلك الفارق الجذري هو أن العالم يستخدم المواهب البشرية، والقدرات والإمكانيات الإنسانية: ليصقلها ويبرزها ويحصنها وينميها سعيًا وراء أفضل معطيات بشرية في مجال القيادة والتوجيه. أما المنهج المسيحي فهو وإن كان يقدر كثيرًا القدرات والمواهب البشرية، إلا أنه يؤكد ويستند أساسا على عمل النعمة اخلاق، وقوة الروح المسيحى، ويد الله المعتزة بالقدرة. هذه النعمة التي خلقت من ثقيل اللسان قائدًا جبارًا قاد شعب الله أربعين سنة في البرية، والتي صنعت من داود الصبي ملكًا جبارًا، ومن أرميا المُرْهَف الحس ومن عاموس راعي الغنم وجاني الجميز أنبياء عمالقة ملهمين. فلابد أولًا أن يفقد المسيحي إتكاله على ذراعه البشرى، ثم يدع يد الله تعمل في قدراته لتثريها وتطلقها وتخصبها، وتستخدمها في مجالات واسعة خاب مجد الآب السماوي.. ومن أعظم الأمثلة على ذلك بولس الرسول، الذي كان شاول الطاغية الذي عندما سر الله أن يجعله إناء مختارًا له، ألقى به على الطريق وحذره أن يرفس مناخ. ولما أخضع كبرياءه الداخلي، أرسله للكنيسة تعمده، ثم أوفده للبرية تصقله وتصلح مسارات دوافعه وقدراته لتكون الغيرة حسب المعرفة، والعمل كله يصبح لمجد الله وليس لحساب الذات.. |
|