|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كَنْزٌ مُشْتَهي وَزَيْتٌ فِي بَيْتِ الحَكِيمِ، أَمَّا الرجُلُ الجَاهِلُ فَيُتْلِفُهُ [20]. يتطلع الإنسان الحكيم إلى المستقبل، حين تضعف قدرته على العمل فيجد ما قد اكتنزه في أيام شبابه، يجد مصباح حياته لا ينقصه زيت. أما الجاهل فيسرف في اللهو، ويتلف ما كسبه، ويصير في عوزٍ. هكذا يعيش أولاد الله، إذ يتطلعون إلى المستقبل الأبدي، ويجمعون كنوزًا خلال عمل النعمة الإلهية بالحب لله وللقريب، فمتى جاء العريس السماوي يجد له موضعًا مع العذارى الحكيمات اللواتي يأخذن زيتًا في آنيتهن مع مصابيحهن، ويدخل العرس السماوي (مت 25: 4-7). يرى البابا غريغوريوس (الكبير) أنه يفهم من الكنز هنا الهدايا التي قدمها المجوس من ذهبٍ ولبانٍ ومُرٍ هدايا روحية. فالذهب يشير إلى تقديم كلمة الحكمة الصادرة من فهم المؤمن، واللبان هو الصلاة، والمُر هو إماتة الجسد. * يوجدما يفهم بالأكثر من جهة الذهب والبخور واللبان والمر. يشهد سليمان أن الذهب يرمز للحكمة عندما يقول: "كنز مُشتهى يكمن في فم الحكيم" (أم 21: 20) LXX. يشهد المرتل عن البخور أنه الصلاة المقدمة لله، إذ يقول: "لتصعد صلاتي كبخور أمام عينيك" (مز 140: 2) LXX. ويشير المُر إلى إماتة أجسادنا حيث تتحدث الكنيسة المقدسة عن العاملين فيها، المجاهدين حتى الموت من أجل الله: "يداي تقطران مُرًا". هكذا نحن نقدم ذهبًا عندما نتلألأ أمام عينيه ببهاء الحكمة التي من فوق. وأيضًا نقدم له بخور إن كنا نحرق على مذبح قلوبنا أفكارنا البشرية بإتباع الصلاة، فتقدم رائحة طيبة يشتمها الله برغباتنا السماوية. ونقدم المُر إن كنا نميت رذائل أجسادنا بإنكار الذات. البابا غريغوريوس (الكبير) القديس أغسطينوس |
|