لقد حاول اليهود قتل المسيح مِراراً. مرة بسيف هيرودس، ومرة ثانية بمحاولة طرحه من فوق جبل الناصرة، وثلاث مرات في الهيكل برجمه. هذه المحاولات كلها لم تنجح. أما محاولتهم هذه المرة فكانت أن يُصلب المسيح لا أن يُرجم، وذلك لأنه قبل مولد المسيح بنحو ألف عام تنبأ داود بطريقة الموت هذه عندما قال «ثقبوا يديَّ ورجليَّ».
لكن ليس فقط داود تنبأ بهذه الميتة، بل إن المسيح نفسه حدد ميتة الصليب. فلقد قال لنيقوديموس «كما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان». فكان ينبغي أن يموت مصلوباً. إن ميتة الصلب هي ميتة اللعنة، و«المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لنه مكتوب ملعون كل من عُلِّق على خشبة». ويعلق يوحنا قائلاً «ليتم القول الذي قاله مشيراً إلى أية ميتة كان مزمعاً أن يموت»! (يو18: 32).