|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو دور الجنس في الزواج المسيحي بعد الإنجاب بينما أكدت الكنيسة دائمًا على الجانب الإنجابي في الحياة الجنسية الزوجية، يجب ألا نختزل هذه العطية القوية في هدف واحد. فالاتحاد الحميم بين الزوج والزوجة في الفعل الجنسي هو تعبير متعدد الأوجه عن الحب والالتزام وعطاء الذات المتبادل. العلاقة الحميمة الجنسية في الزواج هي رمز قوي وتحقيق للعهد بين الزوج والزوجة. فكما أن المسيح يهب نفسه بالكامل للكنيسة، عروسه، كذلك الأزواج مدعوون إلى أن يهبوا أنفسهم بالكامل لبعضهم البعض. هذا العطاء الكامل للذات، المعبر عنه جسديًا في الفعل الجنسي، يجدد ويقوي الرابطة الزوجية. الحياة الجنسية الزوجية هي مصدر فرح ومتعة وتواصل عاطفي أراد الله أن يستمتع بها الزوجان. إن نشيد الإنشاد في الكتاب المقدس يصور بشكل جميل البهجة التي يمكن أن يستمتع بها الزوج والزوجة أحدهما بالآخر. هذه المتعة المتبادلة ليست شيئًا يدعو للخجل، بل يجب الاحتفال بها كجزء من تصميم الله الصالح للزواج. تعمل العلاقة الحميمية الجنسية أيضًا كوسيلة للتواصل والترابط العاطفي بين الزوجين. ويمكنها التعبير عن الحب، والتسامح، والراحة، وعدد لا يحصى من المشاعر الأخرى بطريقة قوية وفريدة من نوعها. في أوقات الفرح أو الحزن، يمكن للعلاقة الحميمة أن تقرب الأزواج من بعضهم البعض وتعزز الوحدة والتفاهم المتبادل. يمكن للعلاقة الجنسية في الزواج أن تكون مدرسة للفضيلة، تعلّم الزوجين الصبر، وضبط النفس، والسخاء، والحساسية تجاه احتياجات الآخر. إنها تدعوهم إلى الخروج من التمركز حول الذات إلى موقف المحبة المعطاءة للذات. بالنسبة للأزواج غير القادرين على الإنجاب، من المهم التأكيد على أن علاقتهم الجنسية تبقى جيدة ومقدسة وهادفة حتى بدون إمكانية الإنجاب. فالجانب التوحيدي في الحياة الجنسية الزوجية له قيمة في حد ذاته، وليس مجرد وسيلة لتحقيق غاية. أخيرًا، يجب ألا ننسى البعد الروحي للجنس الزوجي. عندما يتم التعامل معه بوقار ووفقًا لتصميم الله، يمكن أن يكون الفعل الجنسي شكلاً من أشكال العبادة، واحتفالاً بصلاح الله، ووسيلة لاختبار محبته بطريقة فريدة. في كل هذه الطرق، نرى أن الجنس في الزواج المسيحي يتجاوز مجرد الإنجاب. إنه هبة متعددة الأوجه من الله، مصممة لتقوية الرابطة الزوجية، وجلب الفرح والسرور، وتعزيز الحميمية العاطفية والروحية، وعكس محبة الله نفسه (دينس وآخرون، 2023؛ كناوس، 2017، ص 84-104). |
|