|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سؤال سمعان بطرس عن السهر والعمل «وفيما هو خارِجٌ مِنَ الهَيكلِ، قالَ لهُ واحِدٌ مِنْ تلاميذِهِ: يا مُعَلِّمُ، انظُرْ! ما هذِهِ الحِجارَةُ! وهذِهِ الأبنيَةُ! فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُ: أتَنظُرُ هذِهِ الأبنيَةَ العظيمَةَ؟ لا يُترَكُ حَجَرٌ علَى حَجَرٍ لا يُنقَضُ. وفيما هو جالِسٌ علَى جَبَلِ الزَّيتونِ، تُجاهَ الهَيكلِ، سألهُ بُطرُسُ ويعقوبُ ويوحَنا وأندَراوُسُ علَى انفِرادٍ: قُلْ لنا مَتَى يكونُ هذا؟ وما هي العَلامَةُ عندما يتِمُّ جميعُ هذا؟» (مر١٣: ١-٤). في السؤال الذي يسجله هذا المقطع، يمكن ملاحظة أن بطرس مرتبط بالآخرين. يتصدر اسمه القائمة، وليس ثمة شك في المكانة الخاصة البارزة التي يحتلها، بصفته السائل الفاحص على صفحات الإنجيل، كان هو المتحدث مجددًا في هذه المناسبة. ومهما كان الأمر، فقد كانت هذه المناسبة بالغة الأهمية. وردًا على السؤال الذي طُرح على الرب يسوع، كانت إجابة الرب كاملة للغاية، متضمنة نظرة عن تاريخ اليهود المبكر واللاحق، ودعوة الكنيسة وطابعها، وأخيراً بركة الأمم والدينونة المزمع أن تقع عليهم. أعطى الرب تفاصيل هذا في (مت٢٤-٢٥) بصورة أكمل مما هو وارد في هذا المقطع المقتبس أعلاه في إنجيل مرقس، والذي ورد فيه اسم بطرس. يوضح متى تطور التدبير وطرق الله فيما يتعلق بالملكوت. من ناحية أخرى، يتناول مرقس خدمة الرسل –متوافقـًا مع طبيعة إنجيله - التي سيقومون بها في وسط إسرائيل في ظل الظروف التي ستحيط بهم. إذ كان عليهم أن يشهدوا ضد كل السلطات المُضطهِدة، ويكرزوا بالإنجيل بين جميع الأمم قبل أن تأتي النهاية. كان عليهم أن يأخذوا مكان الرب كشاهد هنا بين إسرائيل، وكواعظين لتقديم شهادة مميزة، ليس فقط لتلك الأمة، ولكن لجميع الأمم، وبعد ذلك سيرجع الرب بالقوة والمجد. لم يعرف أحد عن ساعة ذلك المجيء أو يومه، ومن هنا جاء الأمر الخاص، «اُنظُروا! اِسهَروا وصَلّوا، لأنَّكُمْ لا تعلَمونَ مَتَى يكونُ الوقتُ». (آية ٣٣). وتتبع هذه الوصية تعليمات محددة للخدام، وهي ذات تطبيق عام، وذات قيمة أدبية كبيرة لكل من يحب الرب. لذا دعونا نقتبس منها هذه الأعداد «كأنَّما إنسانٌ مُسافِرٌ ترَكَ بَيتَهُ، وأعطَى عَبيدَهُ السُّلطانَ، ولِكُلِّ واحِدٍ عَمَلهُ، وأوصَى البَوّابَ أنْ يَسهَرَ. اِسهَروا إذًا، لأنَّكُمْ لا تعلَمونَ مَتَى يأتي رَبُّ البَيتِ، أمساءً، أم نِصفَ اللَّيلِ، أم صياحَ الدّيكِ، أم صباحًا. لئَلّا يأتيَ بَغتَةً فيَجِدَكُمْ نيامًا! وما أقولُهُ لكُمْ أقولُهُ للجميعِ: اسهَروا». (مرقس ١٣: ٣٣-٣٧). لدينا نقطتان بارزتان يجب مراعاتهما. إن كان السهر هو توجه الخادم، فالعمل هو الطابع المميز له. ما أجمل أن نعلم أن الرب قد أعطى “لكل واحد عمله”. هناك مجال، ومكان، وعمل لجميع الذين يحبونه. لا يوجد اثنان لديهما نفس العمل، ولا يمكن لشخص آخر أن يقوم بما هو مخصص لآخر. لذلك، فإن معرفة العمل، ثم التمسك به، له أهمية قصوى. لك أن تتأمل معي، إن تمسك كلٌ منا بهذا المبدأ الإلهي المهم، كم سيدعم هذا المبدأ عمل الرب! يا له من علاج للغيرة، التي وللأسف، غالبًا ما تنشأ بين خدام الرب وتعيق عمله. إنها لحظة سعيدة في تاريخ الروح حين يمكنها أن تقول: “لدي عمل قليل أوكلني الرب لأقوم به، ولا أستطيع أن أقوم بعمل أي شخص آخر، ولا يمكن لأحد أن يقوم بعملي”. إلى جانب الاجتهاد والمسؤولية في الخدمة، كم هو جميل هنا دعوة الوجدان إلى “السهر”. أيها السيد المبارك، ساعدنا جميعًا لكي نترقب مجيئك بلا كلل؛ وأن نجاهد في العمل بلا هوادة في حقل حصادك منتظرين عودتك! |
|