|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا يوجد كتاب أعطانا المعرفة الحقيقية عن الله الحي الحقيقي إلا الكتاب المقدس، وحي الله الفريد، الذي يحكي لنا عن أمرين هما: من هو الله؟ ومن هو الإنسان؟ والله سُرَّ أن يعلن عن ذاته في العهد القديم، وإن لم يكن إعلانًا كاملاً عن كل صفاته. فقد كان الله يسكن - بحسب تعبير الملك سليمان - في الضباب (1مل8: 12)، وبحسب قول إشعياء: «حَقًّا أَنْتَ إِلَهٌ مُحْتَجِبٌ يَا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ الْمُخَلِّصَ» (إش45: 15). وبرغم الإعلان الجزئي عن ذاته وعن صفاته في العهد القديم، لكنه كان إعلانًا صحيحًا عن ذات الله. وعندما جاء الرب يسوع، أعلن لنا - في شخصه وفي أعماله - مَنْ هو الله، وكما قال الكتاب: «اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ» (يو1: 18). وكم نشكر الله لأجل الإعلان الكامل الواضح عن الذات الإلهية، فلا يمكن أن نُسَرّ بعلاقة أو شركة مع إله مجهول. كما عبر أحد الأفاضل: “إن الإله المجهول لا يمكن أن يُعبَد أو يُخدَم أو يُكرَم أو حتى نثق فيه”. والكتاب المقدس مليء بأمثله تَقَويّه عن قديسين عاشوا مع الله عن قرب، وعرفوا من هو إلههم. وهذه المعرفة لم تكن معرفه عن الله فقط، بل هي معرفة الله، هي معرفة عملية اختبارية، كما قال دانيآل «أَمَّا الشَّعْبُ الَّذِينَ يَعْرِفُونَ إِلَهَهُمْ فَيَقْوُونَ وَيَعْمَلُونَ» (دا11: 32). وكم تنطبق هذه الآية على دانيآل نفسه، الذي عرف إلهه معرفة عملية، وعلى الكثيرين من القديسين والأفاضل في كل الكتاب. ومن الأمثلة المُشرِّفة لشخص عرف من هو إلهه موسى رجل الله، الذي قال عنه الكتاب «عَرَّفَ مُوسَى طُرُقَهُ» (مز103: 7). والمقصود بالمعرفة العملية هي الإدراك الواعي لمَنْ هو الله الذي نتعامل معه؛ مَنْ هو في ذاته، وفي صفاته، وفي طرقه، كما أعلنها الكتاب المقدس. وهذه المعرفة الاختبارية والتي تأتي عن طريق القرب الخاص من الله والعشرة معه، هي التي طبعت طابعها على أولئك الأتقياء فقادتهم إلى حياة القوة والعمل «أَمَّا الشَّعْبُ الَّذِينَ يَعْرِفُونَ إِلَهَهُمْ فَيَقْوُونَ وَيَعْمَلُونَ»، وقادتهم إلى حياة الثقة والاتكال «وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ الْعَارِفُونَ اسْمَكَ، لأَنَّكَ لَمْ تَتْرُكْ طَالِبِيكَ يَا رَبُّ» (مز9: 10)، وقادتهم إلى الالتجاء إلى الرب ساعة الأزمات والمخاطر «لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ» (مز91: 14، 15). فقد قال الحكيم: «اِسْمُ الرَّبِّ بُرْجٌ حَصِينٌ، يَرْكُضُ إِلَيْهِ الصِّدِّيقُ وَيَتَمَنَّعُ» (أم18: 10)، وهذا ما جعل الملك حزقيال يسرع إلى هذا الاسم ويقول لله: «يَا رَبَّ الْجُنُودِ، إِلَهَ إِسْرَائِيلَ الْجَالِسَ فَوْقَ الْكَرُوبِيمِ، أَنْتَ هُوَ الإِلَهُ وَحْدَكَ لِكُلِّ مَمَالِكِ الأَرْضِ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ» (إش37: 16)، بل وجَعلت إيليا يقول بثقة: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هَذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي» (1مل 17: 1). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 19 - الله يعلن عن ذاته |
هل يسوع هو الله ذاته؟وهل ظهر الله في العهد القديم؟ |
الله يعلن عن ذاته و يذكرنا باحساناته : |
الله يعلن عن ذاته و يذكرنا باحساناته : |
الله يعلن عن ذاته و يذكرنا باحساناته : |