|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«أَمْ لَيْسَتِ الطَّبِيعَةُ نَفْسُهَا تُعَلِّمُكُمْ؟» (1كو11: 14). فحينما خلق الله الإنسان جعله مركزًا لكل الكون، وأخضع له كل شيء، فالكون بجملته تابع له، على شرط واحد: أن يكون هو تابع لله، والله هو المركز النهائي. غير أنه بالسقوط كسر الإنسان هذه المنظومة وأتلفها، وكانت النتيجة ما نراه من حولنا من تشويش وكوارث. ويحدِّثنا المزمور الثاني عن نسل آدم في صورة الملوك والأمم التي أرادت أن “تكسر نير الله ومبادئه”. وفي زمان العهد القديم أراد الله أن يؤكِّد هذا الفكر فأتمن شعبه على سره، وأعلن لهم أنه المركز وهم تابعون له، فأمرهم أن يبنوا له مقدسًا “ليسكن في وسطهم” (خر25: 8). ومن بداية علاقته بشعبه جعله يدرك أنه هو المركز ممثِّلاً ذلك في أهم أجزاء خيمة الاجتماع وهو “التابوت”. كما جعل الخيمة في الوسط أو في مركز المحلة، يُحيط بها ثلاثة أسباط في كلٍّ من الاتجاهات الأربعة (عد:1-34). بل نجد فكرة مركزية المسيح عينها في ارتحال الشعب (عدد10: 11-28)، وفي توزيع الأسباط مرة ثانية في الملك الألفي (حز 48: 1-10). واليوم فإن المسيح وسط اجتماعات الكنيسة مكانه هو الوسط (عب2: 12). وهكذا سيكون أيضًا في كل الأبدية كما نتعلم من سفر الرؤيا (رؤ4: 4). |
|