* يتكلم الروح القدس في الكتب المقدسة ويقول: "بالصدقة والإيمان يُستر الإثم" (راجع أم 16: 6)، بالتأكيد ليست تلك الخطايا التي اُرتكبت سابقًا، فإن هذه تغفر بدم المسيح وتقديسه.
وأيضًا يقول: "الماء يطفئ النار الملتهبة، والصدقة تكفر الخطايا" (سي 3: 33). وهنا يوضح أنه كما تنطفئ نار جهنم بماء الخلاص، هكذا بالصدقات والبرّ يخمد لهيب الخطايا (بالنسبة للمؤمنين بالدم). فإذ تُوهب في المعمودية مغفرة الخطايا مرة واحدة عن جميع الخطايا، فإن العمل المستمر الذي بلا انقطاع - تابعًا مثال المعمودية - يهب مراحم الله مرة أخرى.
وقد علمنا الرب أيضًا بهذا في الإنجيل، لأنه عندما أُشير إلى التلاميذ أنهم يأكلون بدون غسل أيديهم، أجاب قائلًا: "الذي صنع الخارج صنع الداخل أيضًا. بل أعطوا ما عندكم صدقة، وهوذا كل شيء يكون نقيًا لكم" (لو 11: 40-41). إنه يُعلم بغسل القلب لا الأيدي، وأنه بالأولى انتزاع دنس الداخل لا قذارة الخارج، وأنه متى تنقى الذهن، عندئذ يبدأ الإنسان في تنظيف جسده. وإذ ينصحنا بكيفية الاغتسال والتنقية قال بضرورة تقديم الصدقات.
يعلمنا ذاك الحنون ويحثنا على إظهار العطف. فإذ هو يبحث عن خلاص أولئك الذين قدم عنه تضحية هذا مقدارها، أشار أيضًا إلى أولئك الذين بعدما نالوا نعمة العماد وصنعوا الخطية يمكنهم أن يطهروا من جديد.