|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* نقرأ عن أمرٍ كهذا في سفر الأخبار عن يوآش ملك يهوذا. عندما كان في السابعة من عمره استدعاه يهوياداع الكاهن ليصير ملكًا، وبشهادة الكتاب المقدس مُدح من أجل كل أعماله أثناء حياة الكاهن سالف الذكر، لكننا نسمع عنه بعد موت يهوياداع كيف انتفخ بالكبرياء وسُلم إلى حالة أكثر خزيًا. "وبعد موت يهوياداع جاء رؤساء يهوذا وسجدوا للملك، حينئذ سمع الملك لهم، وتركوا بيت الربّ إله آبائهم، وعبدوا السواري والأصنام، فكان غضب على يهوذا وأورشليم لأجل إثمهم هذا" (2 أي 24: 17-18). قيل بعد قليل: "وفي مدار السنة صعد عليه جيش أرام، وأتوا إلى يهوذا وأورشليم وأهلكوا كل رؤساء الشعب من الشعب وجميع غنيمتهم أرسلوها إلى ملك دمشق، لأن جيش أرام جاء بشرذمة قليلة، ودفع الربّ ليدهم جيشًا كبيرًا جدًا، لأنهم تركوا الرب إله آبائهم. فأجروا قضاءً على يوآش، وعند ذهابهم عنه، لأنهم تركوه بأمراض كثيرة" (2 أي 24: 23-25). ها أنت تري كيف أن شهوة الكبرياء سلمته لشهوات دنس مخجلة من أجل أنه انتفخ بالكبرياء، وسمح لنفسه أن يُعبد كإله، كما يقول الرسول: "لذلك أسلمهم الله إلى أهواء الهوان وإلى ذهنٍ مرفوضٍ ليفعلوا ما لا يليق" (رو 1: 26، 28)، ولأن الكتاب المقدس يقول: "مكرهة الرب كل متشامخ القلب" (أم 16: 5). ذاك الذي انتفخ بكبرياء القلب المتزايد يُسلم لعارٍ وخزي عظيمين ليُغوى بهما. هكذا عندما يتواضع يجب أن يعرف أنه اتسخ بدنس الجسد ومعرفة الشهوات الدنسة، الشيء الذي رفض أن يعرفه عندما كان في كبرياء قلبه. أيضًا هذا الفساد المخزي الذي للجسد يمكن أن يفضح دنس القلب المختفي الذي ارتبط به من خلال خطية الكبرياء، وكأن فساد جسده الواضح يمكنه أن يبرهن على تلوثه الذي لم يكن يراه فيما مضي، فيعرف أنه أصبح دنسًا من خلال كبرياء روحه. القديس يوحنا كاسيان |
|