|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَنْ الذي خلق؟ «فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ» (تك1: 1)، وفي العبرية لفظ الجلالة «الله» يرد بلفظ «Elohim»، وهي جمع كلمة «إيلوه» «Eloah». وقد ورد في صيغة المفرد 57 مرة وفي صيغة الجمع 2700 مرة؛ إنه الثالوث الأقدس. ويخبرنا الوحي المقدس المسجَّل على صفحات الكتاب المقدس، بكلا عهديه القديم والجديد (التوراة والإنجيل)، أن عملية الخلق تُنسب إلى الله مثلث الأقانيم (الله الآب والابن والروح القدس)، وإليك بعض الشواهد على سبيل المثال لا على سبيل الحصر: في التوراة (العهد القديم): «فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ (إيلوهيم) السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ» (تك1: 1)، هذا عن الثالوث الأقدس. أما عن الابن فيقول: «مِنْ قِدَمٍ أَسَّسْتَ الأَرْضَ، وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ» (مز102: 25). وكالحكمة الخالق ترد هذه الأقوال المباركة: «مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ، مُنْذُ الْبَدْءِ، مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ ... لَمَّا ثَبَّتَ السَّمَاوَاتِ كُنْتُ هُنَاكَ أَنَا ... لَمَّا رَسَمَ أُسُسَ الأَرْضِ، كُنْتُ عِنْدَهُ صَانِعًا، وَكُنْتُ كُلَّ يَوْمٍ لَذَّتَهُ، فَرِحَةً دَائِمًا قُدَّامَهُ» (أم8: 12-30). أما كون «الحكمة» هو المسيح فهذا نفهمه من أقوال الرب في الإنجيل إذ يقول: «قَالَتْ حِكْمَةُ اللهِ: إِنِّي أُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَ وَرُسُلاً» (لو11: 49) مقارنة مع قوله: «لِذَلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً» (مت23: 34)، ومنها يتبين أن المسيح هو حكمة الله. وعن الروح القدس كالخالق يقول: «بِنَفْخَتِهِ السَّمَاوَاتُ مُسْفِرِةٌ (مُشْرِقَةٌ)» أي “بروحه زين السماوات” (أي26: 13) و«تُرْسِلُ رُوحَكَ فَتُخْلَقُ، وَتُجَدِّدُ وَجْهَ الأَرْضِ» (مز104: 30). في الإنجيل (العهد الجديد): يرد عن الآب كالخالق القول: «اللهِ خَالِقِ الْجَمِيعِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ» (أف3: 9)، «لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ» (1كو8: 6). أما عن الابن كالخالق فنقرأ هذه الأقوال المباركة «وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ بِهِ» (1كو8: 6) و«ابْنِ مَحَبَّتِهِ ... اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أمْ سِيَادَاتٍ أمْ رِيَاسَاتٍ أمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ» (كو1: 13-17). وعن الروح القدس كالخالق فيقول: «اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي» (يو6: 63). وهكذا نجد أن الخَلق يُسند إلى الأقانيم الثلاثة: أي الآب والابن والروح القدس. |
|