|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بشاشة الوجه والقلب 13 اَلْقَلْبُ الْفَرْحَانُ يَجْعَلُ الْوَجْهَ طَلِقًا، وَبِحُزْنِ الْقَلْبِ تَنْسَحِقُ الرُّوحُ. 14 قَلْبُ الْفَهِيمِ يَطْلُبُ مَعْرِفَةً، وَفَمُ الْجُهَّالِ يَرْعَى حَمَاقَةً. 15 كُلُّ أَيَّامِ الْحَزِينِ شَقِيَّةٌ، أَمَّا طَيِّبُ الْقَلْبِ فَوَلِيمَةٌ دَائِمَةٌ. "القلب الفرحان يجعل الوجه طلقًا، وبحزن القلب تنسحق الروح" [ع 13] تملأ التعزيات الإلهية قلب الإنسان الروحي، فتعكس على وجهه بشاشة دائمة، قادرة على مواجهة الضيقات. يرى الإنسان الروحي مسيحه مقيمًا في قلبه يشبعه، ويقود حياته ويخلصه من الضيقات، بل ويحول الآلام إلى أمجاد، حيث تصير شركة آلام معه. ليس شيء يحطم الإنسان مثل الحزن الداخلي الخفي، وعدم إدراكه لحقيقة عمل السيد المسيح بكونه مخلصه من الخطايا وحامل أثقاله. * هذا الفرح لا ينفصل عن الحزن، لأنه بالحري يلتصق بنا بطريقة عميقة. من يحزن على أخطائه ويعترف بها يفرح. فعِوض الحزن على الخطايا يتحقق الفرح في المسيح... بهذا يقول: "افرحوا في الرب" (في 4: 4). فإن هذا (الحزن) يصير كلاشيء بقبول حياة تتأهل للفرح. القديس يوحنا الذهبي الفم * أولئك الذين يعيشون تحت التأديب (انضباط النفس) يلزمهم تجنب حتى مثل هذا العمل المسرف بكل حرص حتى يستخدم بطريقة خفيفة. فالانغماس في الضحك بطريقة غير منضبطة ومُبالغ فيها علامة على الإسراف ونقص ضبط الإنسان لمشاعره، والفشل في قمع طيش النفس باستخدام العقل بحزمٍ. إنه ليس بالأمر غير اللائق أن نشهد عن مرح النفس بابتسامة مبهجة، إن كانت فقط توضح ما هو مكتوب: "القلب الفرحان يجعل الوجه طلقًا" (أم 15: 13). أما الضحك الأجش والذي بلا ضبط لحركات الجسم فهو ليس بمؤشرٍ عن نفس لها تدبيرها الحسن المعتدل أو عن وقارٍ شخصي أو من يسود على نفسه. هذا النوع من الضحك يشجبه الجامعة خاصة بكونه مخربًا لثبات النفس، وذلك بالكلمات: "للضحك قلت: خطأ (مجنون)" (جا 2: 2). مرة أخرى: "كصوت الشوك تحت القدر هكذا ضحك الجهلاء" (جا 7: 6). علاوة على هذا فإن الرب يظهر أنه أختبر هذه العواطف الضرورية الملازمة للجسم، كما أيضًا تلك التي ترتبط بالفضيلة، كمثال الحزن مع الحزاني والحنو عليهم، ولكن كما نعلم من قصة الإنجيل أنه لم يضحك قط. على العكس أعلن عن الذين يستسلمون للضحك أنهم غير سعداء (لو 6: 25). لا نسمح لكلمة (الضحك) أن تخدعنا إذ لها معنيان. فكثيرًا ما تستخدمها الأسفار المقدسة عن فرح الروح وبهجة المشاعر التي تتبع الأعمال الصالحة. كمثالٍ تقول سارة: "قد صنع إليّ الله ضحكًا" (تك 21: 6). ويوجد قول آخر: "طوباكم الباكون الآن، لأنكم ستضحكون" (لو 6: 21). بطريقة مماثلة كلمات أيوب: "عندما يملأ فاك ضحكًا" (أي 8: 21). كل هذه الشواهد للبهجة يشير إلى مرح النفس عوض المرح الصخب. لذلك من يكون سيدًا لكل هوى ولا يشعر بهياجٍ في مسرته، أو على الأقل لا يظهر تعبيرات خارجية، بل يميل إلى ضبط كل لذة ضارة بحزمٍ، مثل هذا فهو عفيف كامل، وهو في نفس الحق متحرر من كل خطية بكل وضوح... إن كان إنسان يهرب من كل مثيرات الخطية لكنه يسقط فريسة ولو لواحدة منها، مثل هذا الإنسان ليس بعفيفٍ. وذلك كمن هو ليس بسليمٍ صحيًا متى عانى من مرضٍ واحد وحيد. وكمن يحسب ليس بالإنسان الحر من يسقط تحت سلطان أي شخص، بغض النظر عمن هو هذا الشخص. القديس باسيليوس الكبير |
|