|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فاعلية الكلام "فِي فَمِ الْجَاهِلِ قَضِيبٌ لِكِبْرِيَائِهِ، أَمَّا شِفَاهُ الْحُكَمَاءِ فَتَحْفَظُهُمْ" [ع 3] فم الجاهل عرش يجلس فيه ملك متعجرف يأمر وينهي، يطلب ما لكرامته وليس ما لصالح الآخرين، أما الحكيم فشفتاه تخرجان كلمات بنَّاءه تحفظه وتسنده. فم الإنسان يحكم عليه، فالجاهل يحكم على نفسه بنفسه خلال الكلمات الخارجة من فمه، والصادرة عن كبرياء قلبه. أما الحكيم، فتشهد له كلماته الرقيقة والمملوءة بالحق الذي لا ينفصل عن الحب الذي في قلبه. الحكيم بطول أناته يواجه الغضب بالجواب اللين فيصرفه، تصدر أحكامه صادقة لأنه بطيء في الكلام، ومسرع في الاستماع. في كبرياء وتسرع قال جليات الجبار لداود الصبي الصغير: "تعال إليَّ، فأعطي لحمك لطيور السماء ووحوش البرية" (1 صم 17: 44). أما داود ففي تواضع مع إيمان بقوة الله قال له: "أنت تأتي إليَّ بسيفٍ وبرمح وبترسٍ، وأنا آتي إليك باسم رب الجنود إله صفوف إسرائيل الذين عيرتهم" (1 صم 17: 45). * أي حكم أكثر قسوة مما يصدر عن قلوبنا حيث به يقف كل واحدٍ مقتنعًا ومتهمًا نفسه بالضرر الذي سببه خطأ ضد أخيه؟ هذا ما تتكلم عنه الأسفار المقدسة بكل وضوح: قائلة: "في فم الجاهل قضيب الإثم"، إذن تُدان الحماقة إذ تسبب إثمًا. ألا يليق بنا أن نتجنب هذا أكثر من الموت، أو الخسارة، أو العوز، أو السبي أو المرض؟ من لا يحسب أن العيب الجسدي أو فقدان الميراث أقل بكثير من بعض عيوب النفس وفقدان السمعة؟ القديس أمبروسيوس |
|