|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شجاعته «وحين تمت الأيام لأرتفاعه ثبت وجهه لينطلق إلى أورشليم» (لو9: 51). لم تكن شجاعة المسيح نوعًا من الحماسة المندفعة بلا تبصر ولا تروي، التي تُقدم على الخطر دون إدراك للنتائج، كلا لكنها كانت الشجاعة المرتبطة بإدراك لحجم الخطر ورؤية مسبقة لكل ما سيترتب على ذلك من نتائج وآثار. كان المسيح يدرك تمامًا ما تعنيه أورشليم بالنسبة له. ومع أن نفسه الحساسة كانت تقشعر من العار والخزي الذي ينتظره هناك، بل وسبق وأنبأ تلاميذه بتفاصيل ما سيحدث له، إلا أنه تقدم بثبات عجيب دون أي خوف أو تردد. وعندما أتوا ليلقوا القبض عليه يتقدمهم يهوذا الخائن ومعه جماعة ثائرة غاضبة انعدم منها كل منطق وفهم، واجههم يسوع برباطة جأش وثبات. ومع أنه أظهر لهم لمحة خاطفة من قوته الإلهية إلا أنه رفض أن يستخدم هذه القوة للقضاء عليهم، بل بكل هدوء قال لهم: «قد قلت لكم إني أنا هو. فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون» (يو18: 8). ثم انظر إليه وهو يجيب رئيس الكهنة في المحاكمة بأقوال جريئة: «أنا كلمت العالم علانية. أنا علمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائمًا. وفي الخفاء لم أتكلم بشيء. لماذا تسألني أنا. اسأل الذين قد سمعوا ماذا كلمتهم. هوذا هؤلاء يعرفون ماذا قلت أنا» (يو18: 19–21). ثم بعد كل ما عانى في المحاكمات من جلد ونتف للخدين وبصق على الوجه، نسمعه يقول بروح النبوة: «والسيد الرب يعينني لذلك لاأخجل. لذلك جعلت وجهي كالصوان وعرفت أني لا أخزى» (إش50: 7). إن المسيح في حياته لم يظهر أبدًا أي خوف من إنسان أو شيطان. |
|