|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأثر العائلي "أَمْثَالُ سُلَيْمَانَ: اَلابْنُ الْحَكِيمُ يَسُرُّ أَبَاهُ، وَالابْنُ الْجَاهِلُ حُزْنُ أُمِّهِ" [ع 1] جاء في بدء الأصحاح العاشر "أمثال سليمان"، أو كما جاء في بعض نسخ الفولجاتا القديمة "الكتاب الثاني للأمثال". يعتبر البعض الأصحاحات السابقة (أمثال 1-9) أشبه بمقدمة للسفر، تكشف عن أهمية الحكمة وبركاتها. في هذه الأصحاحات نصغي إلى الحكمة وهي تدعونا إلى الدخول في بيتها، والاتحاد معها، والحياة بها. فنستنير في كل تصرف، وتحت كل الظروف. كما تدعونا إلى عدم الإصغاء إلى الجهالة، لأنها مخادعة تنحرف بنا عن طريق الحق. لم تعالج الأصحاحات السابقة المشاكل التي تواجهنا في تفاصيلها، وإنما وضعت الخطوط العريضة، والروح التي نسلك بها. وقد ركزت بشيءٍ خاص على الشباب ليرتبطوا بالحكمة ويرفضوا الجهالة. الآن يبدأ بالأصحاح العاشر، حيث يبدأ في تقديم الأمثال، وهي تتسم بصغر المثل، لكن له وزنه في حياة الإنسان، لذا يحتاج هذا القسم إلى قراءة هادئة ممتزجة بالصلاة مع الجهاد لممارسة الحياة الحكيمة. يرى البعض أن صُلب السفر يبدأ بالأصحاح العاشر حيث يعالج هذا القسم بالأمثال المواقف التي يتعرض لها المؤمن. هذا ويرى البعض أن الكتاب المقدس ككل بكل أقسامه (الشريعة والتاريخ والحكمة والنبوات) تتناغم مع هذا القسم وترتبط به ارتباطًا وثيقًا، كما تقدم هذه الأسفار أمثلة عملية عبر التاريخ تكشف عن عمل حكمة الله فينا وغناها، وأمثلة عن رافضي الحكمة الملتصقين بإرادتهم بالجهالة. من هو الأب الذي يُسر بابنه الحكيم؟ ومن هي الأم التي تحزن على الابن الجاهل؟ ا. حسب التفسير الحرفي يقصد الحكيم هنا الأب والأم حسب الدم، فإنهما ينظران في ابنهما رجاءهما في الحياة ليرثهما، لا في أموالهما وخبرتهما في الحياة فحسب، بل وشركتهما مع الله في المسيح يسوع بالروح القدس. لا شك سلوك الابن أو الابنة ينعكس على نفسية الوالدين، لكن حكمة الابن تملأ بالأكثر قلب الأب سرورًا، إذ يفتخر به، وربما يلجأ إليه كأخٍ صغيرٍ يشاركه المشورة، وقد يسلمه تدبير كل أمواله ببهجة قلب. أما جهل الابن أو الابنة فينعكس بالأكثر على الأم، لأنها أكثر عاطفية من الأب، ولا تحتمل هلاك أبنائها أو ضياعهم. إن كان سليمان الحكيم يحدثنا عن الابن الحكيم الذي يجلب الفرح لأبيه، فإنه هو نفسه مثال لذلك (1 أي 22: 12؛ 2 أي 1: 7-12)، أما عن الأم التي تحزن لغباوة ابنها فمثال لذلك رفقة التي ذاقت المُر من غباوة ابنها عيسو (تك 26: 34-35، 27: 46). ب. إذ يتقدم سليمان الحكيم في هذا السفر كأب يتحدث مع كل عضو في شعبه كابن له، فإن الأب والأم هنا هما كل إنسان يشعر بالتزام نحو المسئول عنهم، فإنه إن كان ملكًا أو رئيسًا أو مدرسًا لا يطلب أن يسيطر ويأمر وينهي، بل بالحب يقدم أبوة أو أمومة لكي يتمتع كل من حوله بالحياة الإيمانية الحكيمة. ج. إن كان كل مؤمن في مركز قيادي يشعر بأبوة أو أمومة نحو من حوله، بالأكثر الأسقف والكاهن وقد تمتع بشركة كهنوت السيد المسيح الفريد، يحمل مع الرسول بولس أحشاءً ملتهبة حبًا لخلاص كل نفس والدخول بها إلى شركة الأمجاد السماوية. * كن مطيعًا لأُسقفك، ولترحب به كأب لنفسك... هذا وأقول أيضًا إن الأساقفة يلزمهم أن يعرفوا أنفسهم أنهم كهنة، وليسوا لوردات... إنها لعادة سيئة تنتشر في بعض الكنائس أن يلتزم الكهنة بالصمت في حضور الأساقفة. القديس جيروم * عندما يتعلّم إنسان من فم آخر يُقال عنه أنّه ابن ذاك الذي يعلّمه، ويُحسب الأخير أباه. القدّيس إيريناؤس القدّيس إكليمنضس السكندري ه. كل مؤمن حقيقي، تحت كل الظروف، بالتغاضي عن عمره يحمل في أعماقه نوعًا من الأبوة أو الأمومة، فتشتهي نفسه أن ترى كل البشرية تتمتع بما يتمتع به من حياة إنجيلية مطوّبة.و. أما ما هو فوق هذا كله فإن لنا الأب السماوي الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون (1 تي 2: 4). إن كان الأب يشتهي أن يسعد ابنه، مقدمًا كل إمكانياته حتى صحته ووقته لأجل سعادته، فإن الأب من جانبه يسعد بنجاح ابنه. السعادة مشتركة بين الأب الحكيم والابن السالك بالحكمة. هكذا فإن الله مصدر الحكمة قدم حكمته (الابن) المتجسد مبذولًا من أجلنا، ليُقيم منّا أبناء حكماء، ويجد مسرّته فينا أن نصير أيقونته، ونسلك على مثاله بروح الحكمة. وكما يُسر الأب السماوي بابنه إن سلك بروح البنوة الحكيمة، فإن الكنيسة كأمٍ تحزن على كل نفسٍ تتسم بالجهل، لأنها في أُمومتها الحانية تود أن ترفع كل نفس بشرية إلى الأمجاد المُعدّة لها. الكنيسة التي تحملنا في أحشائها كأعضائها الذين يليق بهم أن يحملوا حكمتها متشبهين بالعريس حكمة الله نفسه، والمتمتع بشركة طبيعته. بمعنى آخر فإن الحكيم، وإن كانت نفسه تفرح وتتهلل بعمل الله فيها واهب الحكمة، فإن رب السماء نفسه يفرح، كما يفرح قلوب أسرته وكل محبّيه، أما إن انحرف إلى الشر في غباوة، فيفقد فرحه الداخلي كما يُحزن قلوب الكثيرين. هكذا يستخدم سليمان الحكيم كل وسيلة ليحثنا على التمتع بالحكمة وترك الجهالة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حول الحب العائلي |
المذبح العائلى |
الفرح العائلي |
خاص للحجم العائلي |
ماهي الحالات التي تستخدم فيها العلاج بالابر الصينية متى نلجأ لاستخدام الأبر الصينيه مخاطر الأبر الصي |