لماذا قيل: "من أجل أعماله"؟
يقول البابا أثناسيوس الرسولي:
[بحسب فكر أولئك (الأريوسيين) يُعتبر جوهر الكلمة مخلوقًا بسبب قوله "الرب خلقني"، وبالتالي لكونه مخلوقًا فهو لم يُخلق من أجلنا، وأن لم يكن قد خُلق من أجلنا فنحن لم نخلق به، وان لم نخلق به فلن يكون هو لنا في داخلنا، بل سيكون خارجنا كما لو كنا نقبل منه التعليم مثلما نقبله من معلمٍ. ولو كان الأمر هكذا معنا لما فقدت الخطية سلطانها على الجسد، بل لظلت ملتصقة به وليست بعيدة عنه. غير أن الرسول يعارض تعليم هؤلاء بإعلانه لأهل أفسس قبل ما سبق أن اقتبسنا بقليل قائلًا: "لأننا نحن مخلوقين في المسيح يسوع". فإن كنا قد خلقنا في المسيح فلا يكون هو الذي خُلق، بل نحن الذين خُلقنا بواسطته. لذا فإن القول "خلق" هو من أجلنا نحن وبسبب احتياجنا. فإن الكلمة رغم أنه خالق، احتمل أيضًا لقب المخلوق. ولم يكن هذا لقبه الخاص. إذ أنه هو الكلمة، ولكن اللقب "خلق" هو خاص بنا نحن المخلوقين بواسطته.]