|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دخول في علاقة قربى "قل للحكمة أنتِ أختي، وادع الفهم ذا قرابة" [4]. إن كان سفر الأمثال يهتم بسلوك المؤمن اللائق والحكيم في كل جوانب حياته، إلا أنه عبر سطوره يدخل بالمؤمن إلى اللقاء مع "حكمة الله المتجسد"، لكي تقبل النفس الاتحاد به فتشاركه طبيعته، وتمارس الحياة الجديدة المقامة. إنها تنشغل بالعريس الساكن في أعماقها وتناجيه بروح الحب والفرح. بهذا يتغير سلوكها ليس في ظاهره، وإنما في جذوره الدفينة. بالحكمة نتأهل للانتماء للعائلة السماوية، فنحسب مسيحنا الأخ البكر وهو الخالق والمخلص والرب القدير والحكيم. إذ تنادي النفس الحكمة: "يا أختي، يا قريبتي"، إنما تحمل نوعًا من الاحترام للحكمة مع القرب الشديد لها، فتدخل معها في قرابة شبه "قرابة الدم"، ويصير لها دالة خاصة لديها. دعوة الحكمة: "يا أختي" تشير إلى اتحاد زيجي، فتستخدم كلمة الأخ أو الأخت أحيانًا للزوج أو الزوجة (تك2:20، 12؛ 7:26؛ نش9:4، 10،12؛ 1:5، 2). فإن كان الزنا يتقدم للإنسان كامرأة تود أن تتحد معه لتشبع شهواته الجسدية، فالحكمة يتقدم بالحق كعريس للنفس يتحد بها أبديًا، ليشبع كل احتياجاتها على مستوى سماوي مفرح، فلا يعتاز المؤمن إلى شيء! إذ جاء الحكمة متجسدًا اجتمع حوله كثير من الزناة والعشارين الذين وجدوا بحق ما يشبع أعماقهم الداخلية، فتركوا الفساد ليس تغصبًا، ولا في كبتٍ، وإنما بفرح حقيقي لا يُعبر عنه! شخصية الحكمة هنا لها أهميتها، إذ تمهد (للإصحاحين 8، 9) حيث يتقدم الحكمة ككائن يدعونا لوليمته الخاصة، التي هي وليمة العرس الأبدي. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
خليك دوما قربي |
ربي إني أحاول .. فأعني |
ما فائده قربي منك |
ربي قد أبكي سرّا |
ربي حقق لنا أماني |