منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 10 - 2024, 05:03 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,262,761

التسرع في ضمان الغير (التصرفات غير المسئولة)




التصرفات غير المسئولة



إذ يُحذرنا الحكيم في الأصحاح الخامس من صوت المرأة الزانية التي تحمل عسلًا في فمها ممتزجًا بمرارة مع سُمٍ مميتٍ، موضحًا أن الإنسان إنما يسقط في حبائل شره، ويشرب من ذات الكأس التي يملأها، الآن يقدم أربعة أمثلة للتصرفات الخاطئة التي تجلب على الإنسان مرارةً وهلاكًا، وهي:
التصرفات غير المسؤولة (بلا تقدير سليم).
الكسل.
الخداع.
الدنس.


التسرع في ضمان الغير (التصرفات غير المسئولة)

يَا ابْنِي، إِنْ ضَمِنْتَ صَاحِبَكَ،
إِنْ صَفَّقْتَ كَفَّكَ لِغَرِيبٍ،
إِنْ عَلِقْتَ فِي كَلاَمِ فَمِكَ،
إِنْ أُخِذْتَ بِكَلاَمِ فِيكَ،
إِذًا فَافْعَلْ هذَا يَا ابْنِي، وَنَجِّ نَفْسَكَ
إِذَا صِرْتَ فِي يَدِ صَاحِبِكَ،
اذْهَبْ تَرَامَ وَأَلِحَّ عَلَى صَاحِبِكَ.
لاَ تُعْطِ عَيْنَيْكَ نَوْمًا، وَلاَ أَجْفَانَكَ نُعَاسًا.
نَجِّ نَفْسَكَ كَالظَّبْيِ مِنَ الْيَدِ،
كَالْعُصْفُورِ مِنْ يَدِ الصَّيَّادِ." [1-5].

في الأصحاح السابق يُحَذِّر سليمان الحكيم الشاب من الخلط بين الحب الطاهر الذي ينمي الشخصية ويسند النفس والشهوة التي تحطم كيان الإنسان كله: جسدًا ونفسًا وروحًا. هنا يحذر الشاب من المحبة المتسرعة غير الحكيمة، حيث يقوم الإنسان بضمان الغير دون الاهتمام بحساب النفقة. وقد حذر الحكيم من هذا السلوك عدة مرات (أم 15:11؛ 18:17؛ 16:20؛ 26:22؛13:27). فبحسب القضاء اليهودي يتعرض الضامن الذي يعجز عن إيفاء دين من ضمنه لمصادرة ممتلكاته، بل وبيعه عبدًا لحساب الدائن.
كثيرًا ما يتقدم الشاب ضامنًا لغيره بدافع الكبرياء والاعتزاز بذاته وإمكانياته، بغير تروٍ، لهذا يطالبه الحكيم بالاتضاع فيرتمي كما عند قدمي المدين ويسأله أن يوفي ما عليه. إنه لم يطلب منه أن يرتمي عند قدمي الدائن ليعفو أو يؤجل الدين للمدين، بل عند قدمي المدين ليوفي ما عليه، مما يدل أنه يتحدث عن كفالةٍ لتاجرٍ قادرٍ على السداد، وليس لفقيرٍ محتاجٍ إلى القرض للضرورة.


يرى البعض أن ممارسة الضمان قد تطورت وتزايدت بين اليهود في ذلك الحين، فتخصص بعض الشبان الأثرياء في القيام بعمليات الضمان بين أفراد من بني جنسهم وغرباء، هدفهم أخذ أكبر قدر من الربا، فانجرفوا بهذا وراء الطمع، لكن انتهت حياتهم بالإفلاس، بل وبضياعهم تمامًا. فالتحذير هنا ليس ضد العمل الإنساني والكرم في الضمان وإنما ضد المعاملات التجارية الخاطئة.
يُقدم لنا سليمان الحكيم المبادئ التالية في ضمان الغير:
أولًا: ألا تتسرع في ضمان الغير، فإن هذا الضمان وإن كان بكلمة من الفم، فإن الإنسان المؤمن يرتبط بالكلمة التي ينطق بها. هذا التسرع يُحسب فخًا يسقط فيه الإنسان. يقول البعض إن شفتي الإنسان هما فخ يسقط فيه الإنسان بكلماته. لهذا يليق بالمؤمن أن يُكرس طاقاته لضبط اللسان أكثر من بقية الأعضاء، ووضع لجام له. نحتاج إلى عمل الروح القدس الذي يُقدس اللسان.
* تسيب اللسان هو فخ خطير، يحتاج إلى لجامٍ قويٍ. لذلك قال أحدهم: "شفتا الإنسان فخ قوي يُنصب له، يصطاده بكلمات فمه".
لنضبط هذا العضو أكثر من كل بقية الأعضاء.
لنلجمه، ولنستبعد عنه كلمات العتاب العنيفة والألفاظ الفظة والحمقاء والأسلوب الجارح، وعادة القسم الرديئة.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* إكثار الكلام هو عرش للعُجب...
إكثار الكلام دليل عدم المعرفة.
* صديق الصمت يتقرّب من الله، وإذ يناجيه سرّا يستنير بنوره.
القديس يوحنا الدرجي
ثانيًا: إن ضمنت إنسانًا لا تأخذ الأمر بتهاون، لكن يليق بك ألا تنام ولا تستريح، باذلًا كل الجهد لكي يسدد المدين دينه الذي ضمنته، بهذا تحرر نفسك من الالتزام فتكون كالظبي المسرع من يد الصياد، أو كالعصفور الطائر بعيدًا عن الفخ.
ويلاحظ أن كلمتي "يد" و"صياد" في العربية كما في العبرية "sayyad, yad"؛ وأن كلمة "يد" مشتركة في الكلمتين إذ يسقط بجهله أسيرًا في يد الصياد ولا يفلت منها.
يشجع ابن سيراخ المؤمن أن يعامل الإنسان أخاه بالحب مع الحكمة فيقول:
"الرجل الصالح يكفل قريبه، والذي فقد كل حياء يخذله...
الكفالة أهلكت كثيرين من الميسورين، وتقاذفتهم كأمواج البحر.
ألجأت رجالًامقتدرين إلى الهجرة ، فتاهوا بين أمم غريبة.
الخاطئ الذي يتهافت على الكفالة سعيًا وراء الكسب يتهافت على دينونته.
ساعد قريبك بقدر طاقتك،
وأحذر على نفسك أن تسقط" (ابن سيراخ 14:29-20).
مرة أخرى نؤكد أن سليمان الحكيم لا يوصي بعدم الضمان، وإنما بالحكمة في التصرف، مهما كان الدافع إليه. يوجد مثل يهودي (ربّاني): "عندما يذهب الأحمق إلى السوق يفرح التجار".
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
خطوره اشتهاء بيت الغير او امراه الغير او اى شئ لدى الغير
الخدمة تبذل ذاتها لأجل الغير لا أن تحطم الغير
لا تعنى القوة الإنتصار على الغير وإنما كسب الغير
الصيد الغير مشروع والتجارة الغير مشروعة يؤثر على الكائنات البحرية
التصرفات الغير مسئوله


الساعة الآن 05:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024