* نعم، كان يليق بالرب أن يأتي لابسًا بشريتنا، ليغيِّر البشر، ويصالحهم مع أبيه. لقد جاء بلا سلاح وأخذ درع الإنسان الذي هو الجسد، وبه انطلق وصارع الموت وغلبة الموت. وهكذا بواسطة جسدٍ مائتٍ قتل عدوّنا، وبالجسد الذي كان سلاحًا للخطية دان الرب الخطية بالجسد (رو8: 3)!
في الحقيقة إنّ الأعداء عندما يهجمون فجأةً يُجهِدون أنفسهم في هدم الأسوار بكل الأسلحة والمعدّات اللائقة بالحرب ضدّ المكان الذي يُهاجمونه، أي القاذفات وبقية آلات الحرب. هكذا قبض العدو على آدم الذي سقط تحت سلطانه مستخدمًا جسده كسلاحٍ ضدّه! وبهذه الطريقة أسر وسبى جميع البشر.
ولكنّ المسيح جاء بالوسيلة عينها واتخذ الناسوت كسلاحٍ سحق وأباد به أسوار وحصون الشيطان وكل آلاته ومعدّاته الرهيبة التي نصبها ضدّ الإنسان كما هو مكتوب: "الليل (لديك) مثل النهار يُضيء، كالظلمة هكذا النور" (مز 139: 12)، أي أنّ الله يستخدم الظلمة كالنور، لأنه "كما في آدم هلك الجميع، هكذا في المسيح سيُحيا الجميع" (1 كو 15: 22).
القديس مقاريوس الكبير