لا يفكرن أحد في السوء على قريبه في قلوبكم، بمعنى النسيان الداخلي لكل إساءة صنعها قريب معنا أو عدم إساءة الظن في تصرفاته. يقدم لنا يوسف الصديق مثلًا حيًا لهذه الفضيلة ففي اتزانه يدرك ما فعله به إخوته لكن قلبه يرى ما وراء تصرفات إخوته: يد الله العاملة لخلاصه وخلاصهم، لهذا باتساع قلب قال لهم: "لإستبقاء حياة أرسلني الله قدامكم" (تك 45: 5) "أنتم قصدتم ليّ شرًا، أما الله فقصد به خيرًا لكي يفعل كما اليوم ليحيي شعبًا كثيرًا" (تك 50: 20).
إذ يدرك الإنسان المقاصد الإلهية تستريح نفسه جدًا في كل شيء، ويتسع قلبه بالسلام لكل أحد حتى لمقاوميه، فلا يقاوم الشر بالشر بل بالخير والحب.
أخيرًا يسألهم ألاَّ يحبوا يمين الزور الذي يكرهه الرب، إذا أوصانا: "لا تنطق باسم الرب إلهك باطلًا" (خر 20: 7).