القديس ديديموس
يميز بين نوعين من الصوم مقدمًا شهادة الكتاب المقدس، قائلًا: [فيما يخص الصوم الجيد جاء في يوئيل: "قدسوا صومًا نادوا باعتكاف" (يؤ 1: 14؛ 2: 15). وفي موضع آخر يعلن: "صالحة هي الصلاة مع الصوم والصدقة فإنها تنجي من الموت" (طوبيت 12: 8-9). أما عن الصوم الرديء، فنجد الأشرار والكافرين يتهمون الرب قائلين: "لماذا صمنا ولم تنظر؟! ذللنا أنفسنا ولم تلاحظ؟!" (إش 58: 3)؛ ويجيبهم الرب بقوله: "أمثل هذا يكون صوم أختاره؟" (إش 58: 5). فَمَنْ يتفادى الطعام الرديء يلزمه مضاعفة الأعمال الصالحة. بالحق يقول الكتاب: "إن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك، إذا رأيت عريانًا أن تكسوه وأن لا تتغاضي عن لحمك، حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك وتنبت صحتك سريعًا" (إش 58: 7-8)].