|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نبي يعلن عن قصاصه: 35 وَإِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي الأَنْبِيَاءِ قَالَ لِصَاحِبِهِ: «عَنْ أَمْرِ الرَّبِّ اضْرِبْنِي». فَأَبَى الرَّجُلُ أَنْ يَضْرِبَهُ. 36 فَقَالَ لَهُ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ لِقَوْلِ الرَّبِّ فَحِينَمَا تَذْهَبُ مِنْ عِنْدِي يَقْتُلُكَ أَسَدٌ». وَلَمَّا ذَهَبَ مِنْ عِنْدِهِ لَقِيَهُ أَسَدٌ وَقَتَلَهُ. 37 ثُمَّ صَادَفَ رَجُلًا آخَرَ فَقَالَ: «اضْرِبْنِي». فَضَرَبَهُ الرَّجُلُ ضَرْبَةً فَجَرَحَهُ. 38 فَذَهَبَ النَّبِيُّ وَانْتَظَرَ الْمَلِكَ عَلَى الطَّرِيقِ، وَتَنَكَّرَ بِعِصَابَةٍ عَلَى عَيْنَيْهِ. 39 وَلَمَّا عَبَرَ الْمَلِكُ نَادَى الْمَلِكَ وَقَالَ: «خَرَجَ عَبْدُكَ إِلَى وَسَطِ الْقِتَالِ، وَإِذَا بِرَجُل مَالَ وَأَتَى إِلَيَّ بِرَجُل وَقَالَ: احْفَظْ هذَا الرَّجُلَ، وَإِنْ فُقِدَ تَكُونُ نَفْسُكَ بَدَلَ نَفْسِهِ، أَوْ تَدْفَعُ وَزْنَةً مِنَ الْفِضَّةِ. 40 وَفِيمَا عَبْدُكَ مُشْتَغِلٌ هُنَا وَهُنَاكَ إِذَا هُوَ مَفْقُودٌ». فَقَالَ لَهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: «هكَذَا حُكْمُكَ. أَنْتَ قَضَيْتَ». 41 فَبَادَرَ وَرَفَعَ الْعِصَابَةَ عَنْ عَيْنَيْهِ، فَعَرَفَهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مِنَ الأَنْبِيَاءِ. 42 فَقَالَ لَهُ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لأَنَّكَ أَفْلَتَّ مِنْ يَدِكَ رَجُلًا قَدْ حَرَّمْتُهُ، تَكُونُ نَفْسُكَ بَدَلَ نَفْسِهِ، وَشَعْبُكَ بَدَلَ شَعْبِهِ». 43 فَمَضَى مَلِكُ إِسْرَائِيلَ إِلَى بَيْتِهِ مُكْتَئِبًا مَغْمُومًا وَجَاءَ إِلَى السَّامِرَةِ. "وإن رجلًا من بني الأنبياء قال لصاحبه عن أمر الرب: اضربني. فأبى الرجل أن يضربه" [35]. يبدو أنَّه بعد قتل أنبياء البعل وهروب إيليَّا هدأت إيزابل جدًا وبدأ الأنبياء يظهرون. وكان التدريب الرئيسي في مدرسة الأنبياء الطاعة الكاملة. طلب نبي من صاحبه أن يضربه كأمر الرب فأبى، وبسبب عصيانه لكلمة الله حتى وإن لم يفهم ما وراءها تنبَّأ له بأن أسدًا يقابله ويفترسه. فإنَّه كأحد أبناء الأنبياء كان يلزمه الطاعة الكاملة. يرى البعض أن هذا النبي هو ميخا (1 مل 20: 8) كان لا بُد لصديقه أن يدرك أن ما يأمر به الرب في فترة النبوَّة من تصرُّفات تحمل معنى رمزيًا، لذا يلزم طاعتها حتى يدرك فيما بعد ما وراء هذا التصرُّف من معنى. كان المعنى وراء هذا الأمر الإلهي هو أن الملك آخاب يستحق أن يُضرب. كان لا بُد أن يُجرح النبي لكي يبدو كأنَّه جندي جريح في المعركة يلجأ إلى الملك يطلب حُكمه، فإنَّه أمين في عمله وجُرح من أجل الملك والشعب لحماية بلده لكنَّه أخطأ إذ لم يحفظ إنسانَّا سُلم بين يديه بل فقده. حكم الملك بالعدل ولم يدرك أن مرتكب هذا الخطأ هو الملك نفسه. من فمه صدر الحكم أن نفسه تُطلب عوضًا عن نفس بنهدد، وشعبه عوضًا عن شعب آرام. "فقال له: من أجل أنك لم تسمع لقول الرب، فحينما تذهب من عندي يقتلك أسد. ولما ذهب من عنده لقيه أسد وقتله. ثم صادف رجلًا آخر فقال: اضربني. فضربه الرجل ضربةً فجرحه. فذهب النبي وانتظر الملك على الطريق، وتنكَّر بعصابةٍ على عينيه. ولما عبر الملك نادى الملك، وقال: خرج عبدك إلى وسط القتال، وإذا برجل مال وأتى إلى برجلٍ وقال: احفظ هذا الرجل وإن فقد تكون نفسك بدل نفسه، أو تدفع وزنة من الفضَّة. وفيما عبدك مشتغل هنا وهناك إذا هو مفقود. فقال له ملك إسرائيل: هكذا حكمك أنت قضيت. فبادر ورفع العصابة عن عينيه، فعرفه ملك إسرائيل أنَّه من الأنبياء. فقال له هكذا قال الرب: لأنَّك أفلتَّ من يدك رجلًا قد حرمته، تكون نفسك بدل نفسه، وشعبك بدل شعبه. فمضى ملك إسرائيلإلى بيته مكتئبًا مغمومًا، وجاءإلى السامرة" [36-43]. ربَّما يتساءل البعض: هل يطلب الله منَّا قتل أسرى الحرب؟ مستحيل! كان بنهدد هنا، في العهد القديم، يمثِّل عدوّ الخير المضلِّل والمجدِّف. عندما تُقدَّم لنا الفرصة لنزع كل أثر له في حياتنا أو في حياة أولادنا لا نفتح له الباب من جديد. قتل بنهدد يشير إلى ضرورة التخلُّص من التصرُّفات الشرِّيرة. مضى ملك إسرائيل إلى بيته مكتئبًا مغمومًا وجاء إلى السامرة. عاد بعد النصرة مغمومًا دون أن يفكر في التوبة. لم يسمع لصوت داود الملك: "فالآن أيها الملوك تعقَّلوا، اعبدوا الرب بخوفٍ واهتفوا برعدةٍ" (مز 2: 10-11). * ليس لسبب آخر يصمِّم الكتاب المقدَّس على حقيقة أن وصايا الله محزنة إلاَّ لأن النفس التي تجدها محزنة تفهم أنَّها لم تتقبَّل بعد مصادر النعمة التي تجعل وصايا الرب كما أمرنا بأنَّها لطيفة ومبهجة، فتصلِّي بشوقٍ عميقٍ بإخلاصٍ من أجل عطيَّة سرعة الاستجابة في حفظها. القديس أغسطينوس |
|