|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محطات المياه تعجز عن المواجهة وتغلق 40 مأخذاً خوفاً من «سموم الزيت» خبير مياه بمركز البحوث: المحطات تفقد الكربون المنشط القادرعلى امتصاص المواد البترولية.. ويحذر من تبعات الأزمة صورة ارشيفية «حتى تمر بقعة الزيت».. كلمات قليلة رددها المسئولون بشركة مياه الشرب كمبرر لغلق أكثر من 40 مأخذ مياه على فترات متعاقبة، يحكمها اتجاه سريان البقعة الزيتية مجهولة المصدر المتسربة إلى نهر النيل، غلق المحطات كان خوفاً من تسلل الزيت وسط مياه الشرب فى ظل عجز ماكينتها وأدواتها ومطهراتها عن حجب الزيت أو فصله عن المياه كما يؤكد الخبراء، ولذلك لجأ أصحاب الأمر إلى اتخاذ الإجراء الوقائى الذى لا يملكون غيره وهو المنع من المنبع، بينما شق الزيت المتجمع فى بقعة كبيرة بلغت مساحتها 10 كم وفقا لتقرير الطب الوقائى بمديرية الصحة بأسوان طريقه فى مجرى النيل إلى 8 محافظات متتالية من مدينة إدفو بأسوان وحتى وصوله إلى الجيزة، واكتفت الجهات المسئولة بغلق المحطات العاجزة لمنع وصول المياه المتشبعة بالزيت إلى حنفيات المياه داخل المنازل، والسؤال الآن كيف تعمل محطات المياه التى أوصدت أبوابها خوفاً من بقعة الزيت التى تفشل إمكانيتها الضعيفة فى التصدى لها أو التعامل معها، وما الآلية التى تعمل بها هذه المحطات لتوفير كوب ماء من المفترض أنه يصلح للشرب.«محطات المياه غير مؤهلة للتعامل مع بقعة الزيت وغير مجهزة لفصل الزيت عن المياه»، هكذا تحدث عبدالله أحمد المهندس بأحد فروع شركة مياه الشرب بمحافظات الصعيد، موضحاً أن بقعة الزيت لو دخلت إلى محطة المياه سوف تدمر المرشحات، وتؤثر بالسلب على آلية العمل الخاصة بمادة «الشبة»، ولن تتمكن المحطة بإمكانيتها المتواضعة من منعها من الوصول إلى المنازل، خاصة أن جميع محطات المياه المنتشرة التى تعتمد على النيل هى محطات تنقية وليست معالجة. وعن طبيعة العمل داخل محطات المياه، يؤكد عبدالله أنها تمر بثلاث مراحل تبدأ بعملية «الترويق» وفيها تستخدم «الشبة» لتجميع الجزيئات العالقة بالمياه، لكى تتمكن من الترسب بسهولة ويطلق عليها «الروبة»، وتأتى العملية الثانية من خلال نقل المياه إلى «المرشح» الذى يتولى فصل الغبار، بينما لو وصل الزيت إلى هذا المرشح، سوف يتجلط عليه ويغلقه تماماً، وأخيراً عملية التعقيم باستخدام الكلور وفيها يتم قتل البكتيريا أو الفطريات أثناء مرور المياه داخل الشبكة. ويضيف عبدالله: أن بقعة الزيت بهذا الحجم الذى تجاوز 10 كيلو مترات لا تملك محطات المياه للتعامل معها غير منعها من الدخول، مضيفا أن بقعة بهذا الحجم من المؤكد أن عمقها قد يصل إلى مأخذ المياه الذى تعبر منه المياه إلى داخل المحطات القابع أسفل النيل على عمق 1.5 متر تقريباً، ويساعد على ذلك تيار المياه الجارف، بينما إذا كان بقعة الزيت صغيرة يقل الخطر من حدوث أى مشكلة منها، لأن الزيت يطفو على سطح الماء، تسير البقعة على السطح مع اتجاه المياه دون أن تصل إلى عمق مأخذ المياه، ولا تتأثر بها المحطات. الدكتور حلمى الزنفلى، أستاذ تلوث المياه بالمركز القومى للبحوث، يؤكد أن الإمكانيات التكنولوجية الضعيفة الموجودة بمحطات المياه فى مصر لا تتمكن من إزالة مركبات الزيت، على عكس محطات المياه فى الدول المتقدمة التى تعتمد على الكربون المنشط الذى يمتص هذه المركبات السامة، مضيفاً أن محطات المياه فى مصر تحتاج إلى إضافة مرشح جديد لامتصاص هذه المركبات البترولية، خاصة وأن هذه المحطات غير مجهزة لاستخدام الكربون المنشط فى تنقية المياه الذى يتمكن من امتصاص الزيت ومشتقاته. والكارثة التى يحذر منها «الزنفلى» هى تأثير بقايا بقعة الزيت على صلاحية المياه للشرب فى المدى القريب أو البعيد، موضحاً أن بعض مركبات هذه البقعة الزيتية سوف يترسب فى قاع النيل مع الرواسب، ومع مرور الوقت سيتحلل بفعل الميكروبات بشكل طبيعى، وينتج عنه مركبات ثانوية، مشيراً إلى أن بعض مركبات الزيت تتحلل تكون أكثر ضرراً من الزيت نفسه، وقد تؤدى إلى تسمم كل من يشرب منها. ويطالب «الزنفلى» المسئولين بتوفير التكنولوجيا اللازمة لمواجهة مثل هذه الحالات فى محطات المياه ودون النظر إلى تكلفتها المرتفعة، لأن الأضرار الناتجة عن عدم توافرها ستكون تكلفتها أكثر ارتفاعا سواء المستوى المادى أو على صحة المواطنين. ويبرر أستاذ بحوث المياه بالمركز القومى للبحوث، إهمال المسئولين لمحطات المياه لأنهم يشربون منها، قائلا أتحدى أى مسئول فى شركة المياه أو الوزارة إذا كان يشرب من مياه الحنفية على حد تعبيره، موضحاً أنهم يعتمدون على المياه المعدنية، ولذلك لا يهمهم الوضع داخل محطات المياه. الوطن |
|