|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إقامة ابن الأرملة: 17 وَبَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ مَرِضَ ابْنُ الْمَرْأَةِ صَاحِبَةِ الْبَيْتِ وَاشْتَدَّ مَرَضُهُ جِدًّا حَتَّى لَمْ تَبْقَ فِيهِ نَسَمَةٌ. 18 فَقَالَتْ لإِيلِيَّا: «مَا لِي وَلَكَ يَا رَجُلَ اللهِ! هَلْ جِئْتَ إِلَيَّ لِتَذْكِيرِ إِثْمِي وَإِمَاتَةِ ابْنِي؟». 19 فَقَالَ لَهَا: «أَعْطِينِي ابْنَكِ». وَأَخَذَهُ مِنْ حِضْنِهَا وَصَعِدَ بِهِ إِلَى الْعُلِّيَّةِ الَّتِي كَانَ مُقِيمًا بِهَا، وَأَضْجَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ، 20 وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي، أَأَيْضًا إِلَى الأَرْمَلَةِ الَّتِي أَنَا نَازِلٌ عِنْدَهَا قَدْ أَسَأْتَ بِإِمَاتَتِكَ ابْنَهَا؟» 21 فَتَمَدَّدَ عَلَى الْوَلَدِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «يَا رَبُّ إِلهِي، لِتَرْجعْ نَفْسُ هذَا الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ». 22 فَسَمِعَ الرَّبُّ لِصَوْتِ إِيلِيَّا، فَرَجَعَتْ نَفْسُ الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ فَعَاشَ. 23 فَأَخَذَ إِيلِيَّا الْوَلَدَ وَنَزَلَ بِهِ مِنَ الْعُلِّيَّةِ إِلَى الْبَيْتِ وَدَفَعَهُ لأُمِّهِ، وَقَالَ إِيلِيَّا: «انْظُرِي، ابْنُكِ حَيٌّ» 24 فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لإِيلِيَّا: «هذَا الْوَقْتَ عَلِمْتُ أَنَّكَ رَجُلُ اللهِ، وَأَنَّ كَلاَمَ الرَّبِّ فِي فَمِكَ حَقٌّ». "وبعد هذه الأمور مرض ابن المرأة صاحبة البيت، واشتدَّ مرضه جدًا حتى لم تبقَ فيه نسمة" [17]. إذ كانت أرملة صرْفَة صيْدا تمثِّل كنيسة العهد الجديد القادمة من الأمم، فإن ابنها الذي مات يمثِّل كل نفس بشريَّة في العالم، عملها هو تقديم هذه النفوس الميِّتة للسيِّد المسيح واهب القيامة. لقد اختبرت الحياة الجديدة المقامة، فلا تطيق أن ترى إنسانًا ميِّتًا، لا نفس فيه. "لم تبقَ فيه نسمة"، أي توقَّف عن التنفس ومات. علمت الأرملة أن السماء قد أغلقت عن الأرض التي تدنَّست بالخطيَّة، لذلك نسبت ما حلَّ بابنها إلى خطيَّتها. يبدو أنَّه كان ابنها الوحيد، موضوع تعزيتها كأرملة، لا رجاء لها في إنجاب ابن آخر. لقد أكل هذا الابن من الطعام السرِّي، خلال البركة التي حلَّت على كوز الزيت وكُوار الدقيق، لكن هذا لم يمنع تعرضه للمرض وأيضًا للموت. إنَّه في حاجة إلى التمتع بالطعام الأبدي. وكما يقول السيِّد المسيح: "آباؤكم أكلوا المنّ في البريَّة وماتوا، هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت. أنا هو الخبز الحيّ الذي نزل من السماء. إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد" (يو 6: 49-51). لماذا سمح الله لها بموت ابنها؟ لقد تمتَّعت هذه الأرملة بأول معجزة وردت في الكتاب المقدَّس عن مباركة الطعام بفيضٍ. تمتَّعت أيضًا بأن تعول العظيم في الأنبياء إيليَّا، الأمر الذي يشتهيه المؤمنون حتى هذه اللحظة. بل وتترقَّب كل الكنيسة مجيئه ليسندها في حربها مع ضدّ المسيح. عالت هذا النبي، وعالها النبي أيضًا دون مقابل. تجد طعامها هي وابنها على الدوام مجانًا. لهذا سمح الله لها بالتجربة كشوكة مُرَّة في الجسد تنزع عنها حرب الكبرياء. كانت في حاجة إلى ضيقة تثبِّت حياتها في الرب فلا تتزعزع. "فقالت لإيليَّا: ما لي ولك يا رجل الله؟ هل جئتَ إليَّ لتذكير إثمي وإماتة ابني؟" [18] يبدو أنَّه مات فجأة، حتى إنَّها لم تستطع أن تبلغ إيليَّا عن مرضه وهو في العُلِّيَّة بل تحدَّثت معه بعد أن مات ابنها في حضنها. إذ تعلَّمت أن السماء تغلَق بالنسبة للأرض المخطئة، خشيت أن تكون قد أخطأت في حق الله وفي حق نبيِّه. خافت لئلاَّ يكون هلاك ابنها بسبب خطيَّة ارتكبتها. بنفس الروح سأل التلاميذ السيِّد المسيح عن المولود أعمى: "يا معلِّم من أخطأ هذا أم أبواه حتى وُلد أعمى؟" وجاءت الإجابة: "لكي تظهر أعمال الله فيه" (يو 9: 3). هنا أيضًا نقدِّم نفس الإجابة لهذه الأرملة الأمميَّة التقيَّة، فتُدرك ما قاله فيما بعد الرسول بولس: "أم الله لليهود فقط، أليس للأمم أيضًا؟ بل للأمم أيضًا" (رو 3: 29). يبدو إنَّها ظنَّت في مجيء إيليَّا النبي إلى بيتها وسكناه قد جذب أنظار الله إليها، فوجد فيها إثمًا تستحق عليه التأديب. * لكنَّنا ندرك أن الموت ليس ثمرة عقوبة، فقد خضع حتى القدِّيسون له، بل ومات رب القدِّيسين يسوع المسيح الذي هو حياة المؤمنين وقيامة الأموات. الدسقوليَّة في وسط مرارتها تدعو هذه الأمميَّة إيليَّا "رجل الله"."قال لها: أعطيني ابنك، وأخذه من حضنها، وصعد به إلى العلِّيَّة التي كان مقيمًا بها، واضطجعه على سريره" [19]. في حنوّ أخذ الابن من حضنها وصعد به إلى العلِّيَّة حيث كان مقيمًا واضطجعه على سريره. "وصرخ إلى الرب وقال: أيُّها الرب إلهي أيضًا إلى الأرملة التي أنا نازل عندها قد أسأت بإماتتك ابنها" [20]. بكلمات العتاب التي تحدَّث بها إيليَّا النبي مع الله قصد الآتي: أ. تأكيد أن الحياة والموت هما بسماح من الله. ب. أنَّه يحمل نوعًا من الأبوَّة الحانية نحو الولد الميِّت. ج. أن ما حدث لم يكن ثمرة خطيَّة ارتكبتها الأم الأرملة أو ابنها. "فتمدَّد على الولد ثلاث مرات، وصرخ إلى الرب وقال: يا رب إلهي، لترجع نفس هذا الولد إلى جوفه" [21]. لماذا تمدَّد على الولد؟ لن نتمتَّع بالحياة الجديدة المقامة ما لم نتلامس مع القائم من الأموات. لا بُد من تلامس روحي عملي. لهذا حتى في شفاء المرضى كان السيِّد المسيح يمدّ يديه ويلمسهم فيبرأون (مت 9: 25؛ لو 14: 7). كان إيليَّا النبي فريدًا بين الأنبياء، فمن جهة قدَّم أول معجزة لمباركة الطعام يكفي ربَّما لمدَّة حوالي سنتين. ومن جانب آخر آمن بالله القادر أن يقيم من الأموات. لم يجسر داود النبي أن يطلب من الرب أن يقيم ابنه الذي من بثْشَبع، أمَّا إيليَّا النبي فهو أول نبي طلب بجرأة ودالة لدى الله أن ترجع نفس الولد إلى جسده. هذا ومن جانب آخر أراد الله تأكيد حقيقة إيمانيَّة هامة، وهي تقديسه كل ما في الإنسان وما لديه ما دام سالكًا معه. فاستخدم الله عصا موسى النبي في صنع المعجزات، وعظام إليشع في إقامة ميِّت، وظِلّ بطرس الرسول، ومناديل الرسول بولس، وهنا يستخدم جسم إيليَّا النبي. يتمدَّد بجسمه عليه ويطلب من الله فيرد الميِّت إلى الحياة. * مات ابن الأرملة، لأن ابن الكنيسة، أي الأمم، قد ماتوا بسبب خطاياهم ومعاصيهم الكثيرة. بصلوات إيليَّا استردَّ ابن الأرملة الحياة؛ وبمجيء المسيح ابن الكنيسة، أي الشعب المسيحي، خرجوا من سجن الموت. انحنى إيليَّا في الصلاة، واستردَّ ابن الأرملة الحياة. هكذا غطس المسيح في آلامه، واسترد الشعب المسيحي الحياة. لماذا انحنى إيليَّا ثلاث مرات ليقيم الغلام؟ اعتقد قد أدركتم ذلك بفهم محبَّتكم قبلما انطق به. بالحقيقة انحنى ثلاث مرات مظهرًا سرّ الثالوث. الثالوث كلُّه ردَّ لابن الأرملة أو للأمم الحياة. علاوة على هذا، فإن هذا يتحقَّق في سرّ العماد، حيث يغطس الإنسان القديم في الماء ثلاث مرات لكي يتأهَّل الإنسان الجديد للقيام. القديس أغسطينوس "فسمع الرب لصوت إيليَّا،فرجعت نفس الولد إلى جوفه فعاش. فأخذ إيليَّا الولد ونزل به من العُلِّيَّةإلى البيت، ودفعه لأمِّه وقال إيليَّا: انظري ابنك حيّ" [22-23]. يبدو أن الأرملة لم تكن قادرة أن تصدِّق أن ابنها الذي مات قام، لم تصدِّق عينيها، لهذا يقول لها إيليَّا النبي: "انظري، ابنك (وليس ابن آخر) حيّ". "فقالت المرأة لإيليَّا: هذا الوقت علمت أنَّك رجل الله، وأن كلام الرب في فمك حق" [24]. كشف هذا الأصحاح عن شخصيَّة إيليَّا النبي كسابق للسيِّد المسيح "القيامة"، واهب الحياة الجديدة المقامة. تعاملت الأرملة مع إيليَّا كرجل الله منذ اللحظات الأولى لملاقاته بها، وقدَّمته عن ابنها وعن نفسها فوهبها الرب بركة سُكنى النبي في علِّيتها، وبارك لها في دقيقها وزيتها. الآن إذ أقام ابنها تأكَّدت أنَّه رجل الله، وأن ما ينطق به من كلمات الرب هو حق. لقد أعلنت إيمانها بالحق الإلهي. تمتَّعت الأرملة خلال هذه التجربة ببركات كثيرة: * فحصت قلبها وأعماقها وامتحنت طريقها. * اكتشفت قوَّة الله واهب القيامة. * شهدت لله أنَّه الحق. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إعالة أرملة صرْفَة صيْدا لإِيلِيَّا التِّشْبِيُّ |
القديس إيريناوءس |الفرق بين ذبائح العهد القديم وبين ذبائح كنيسة العهد الجديد |
كنيسة العهد الجديد |
نشأة كنيسة العهد الجديد |
كنيسة العهد الجديد |