منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 09 - 2024, 04:30 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

إعالة الغربان لإِيلِيَّا التِّشْبِيُّ




إعالة الغربان لإِيلِيَّا التِّشْبِيُّ:



2 وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ لَهُ قَائِلًا: 3 «انْطَلِقْ مِنْ هُنَا وَاتَّجِهْ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، وَاخْتَبِئْ عِنْدَ نَهْرِ كَرِيثَ الَّذِي هُوَ مُقَابِلُ الأُرْدُنِّ، 4 فَتَشْرَبَ مِنَ النَّهْرِ. وَقَدْ أَمَرْتُ الْغِرْبَانَ أَنْ تَعُولَكَ هُنَاكَ». 5 فَانْطَلَقَ وَعَمِلَ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ، وَذَهَبَ فَأَقَامَ عِنْدَ نَهْرِ كَرِيثَ الَّذِي هُوَ مُقَابِلُ الأُرْدُنِّ. 6 وَكَانَتِ الْغِرْبَانُ تَأْتِي إِلَيْهِ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ صَبَاحًا، وَبِخُبْزٍ وَلَحْمٍ مَسَاءً، وَكَانَ يَشْرَبُ مِنَ النَّهْرِ. 7 وَكَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ مِنَ الزَّمَانِ أَنَّ النَّهْرَ يَبِسَ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَطَرٌ فِي الأَرْضِ.

"وكان كلام الرب له قائلًا:
انطلق من هنا واتَّجه نحو المشرق
واختبئ عند نهر كريث الذي هو مقابل الأردن" [2-3].
يوجد تقليد قديم بأن كريت على جانب نهر الأردن هو نبع Phasaelis أو Fasael، يقوم عند انحدار الجبال نحو وادي الأردن فوق مدينة Phasaelis، يصبّ في الأردن ولعلَّه هو وادي Wady Kelt يبعد قليلًا عن وادي فاسيليس من جهة الجنوب. بينما يرى يوسيفوس أنَّه على الجانب الآخر من النهر. ويرى Thenius أنَّه وادي رجب Wady Rajib أو Ajlun. والبعض يرى أنَّه وادي الياس Wady Alias.
بأمر إلهي كان لا بُد لإيليَّا النبي أن يختفي حتى تنتهي فترة التأديب. لم يكن ذلك حماية لإيليَّا من آخاب وإيزابل فإن الله قادر أن يحفظه منهما، لكنَّه بالأكثر لكي يعطي فرصة لهما ولكل الشعب أن يفكِّروا في التوبة بكل جدِّيَّة. اختفى حتى لا يضغط الشعب عليه، بل يطلبوا رحمة الرب.
اتَّجه من السامرة حيث هناك تحدَّث إيليَّا النبي مع الملك وذهب نحو الشرق، نحو الأردن ليختبئ عند نهر كريت الذي هو مقابل الأردن. لم يُعرف بعد إن كان هذا المجرى عن الجانب الشرقي أم الغربي للأردن.
طلب الرب منه أن ينسحب من السامرة ومن وسط الشعب ليختفي ثلاث سنوات ونصف، حيث أمره بالظهور والالتقاء مع الملك. لم تكن هذه السنوات فترة خمول للنبي ليحيا بلا عمل، لكنَّها كانت فترة مع الله صلاة وتأمُّل، تهبانه قوَّة متزايدة تسنده في رسالته المقبلة.
في وسط الجفاف، في البريَّة القاحلة قدَّم له الله ماء من نبع أو مجرى كريث، وأرسل له طعامًا بواسطة الغربان الخاطفة. إنَّه لن ينسى كنيسته، ولا يتجاهل إنسانًا جائعًا. ففي الرؤيا (رؤ 12: 6، 14) نرى الرب نفسه يعول الكنيسة (المرأة) التي تهرب إلى البريَّة. إنَّه لا يودّ أن يصرف نفسًا واحدة جائعة.


كان يعوله ليأكل خبزًا طازجًا ولحمًا مرَّتين كل يوم. كان أنبياء البعل والسواري يأكلون على مائدة إيزابل (1 مل 18: 19) فجاعوا بسبب الجفاف، أمَّا إيليَّا فكان يعوله الله الحيّ ليكرِّس كل شيء لإشباع مؤمنيه. كان الله يعوله في الصباح كما في المساء، ولم يكن إيليَّا النبي يقلق على الغد. أمَّا كيف كان الخبز واللحم يُعَدَّان، فإنَّنا نجيب مع يعقوب: "إن الرب إلهك قد يسَّر لي" (تك 27: 20).
لماذا اختار الله الغربان لتعوله؟
أ. قيل: "العين المستهزئة بأبيها والمحتقرة إطاعة أمَّها تقوِّرها غربان الوادي" (أم 20: 17). أمَّا من يكرم الله أباه ويطيع الكنيسة أمُّه فتعوله الغربان بطعام يومي طازج. في حبُّه يُخرج من الآكل أُكْلًا ومن الجافي حلاوة (قض 14:14).
ب. كانت هذه الطيور نجسة (لا 11: 13-15)، وفي نظر اليهود لا يمكن أن يأكلوا طعامًا مقدَّم منها. لكن إيليَّا يتعدَّى الحرف ليأكل منها بكونه طعامًا مُقدَّما من الله الحيّ نفسه.
ج. الغربان التي قدَّمت خبزًا لإيليَّا تعيش على الحشرات. إنَّها تمثِّل كثير من المتديِّنين الذين يقدِّمون كلمة الله، الخبز السماوي، أمَّا هم فيعيشون على الحشرات.
د. لا تقدر الغربان أن تحمل الكثير بل القليل جدًا من الخبز واللحم. وكان إيليَّا شاكرًا الله على هذه العطيَّة.
ه. تتجاهل الغربان أحيانًا صغارها، لكنَّها لا تقدر أن تنسى رجل الله. "فإن الأشبال وصغار الغربان جاعت، وأمَّا طالبوا الرب فلا يعوزهم شيء من الخير" (مز 34: 10).
و. تأكل الغربان خلال العناية الإلهيَّة (أي 38: 14؛ مز 47: 9)، وها هي العناية ذاتها تستخدمها لتعول النبي. تبقى هذه الغربان شاهدة لمن يتجاهل إخوته، فمن تمتَّع بالنعمة يليق به أن يقدِّمها لإخوته، فنقدِّم لهم طعامًا روحيًا وسط البريَّة.
ز. بأمر إلهي اعتزل إيليَّا عن شعب الله المنحرف لكي يتعامل مع الغربان التي تخدمه. هكذا بالخطيَّة يفقد الإنسان علاقته بالله ورجاله، بينما الحيوانات والطيور غير العاقلة تمجِّد الله وتخدم أولاده.
ح. الله خالق الطبيعة يستخدم حتى الحيَّات والجراد والأسماك وسُحب السماء لخدمته (2 أي 7: 13؛ مز 78: 23؛ إش 14: 12؛ يون 2: 10؛ عا 9: 3).
ط. تقديم الطعام بواسطة الغربان يحمل ثلاث معجزات: من أين جاءت الغربان بالطعام صباحًا ومساءً وبطريقة منتظمة؟ كيف غلبت الغربان طبيعتها وعِوض أن تخطف صارت تقدِّم طعامًا شهيًا لغيرها؟ وأخيرًا كيف كانت تتجاسر وتقدِّم الطعام لإنسان ولم تخفْ منه؟
يرى البعض أن الكلمة المترجمة غربان Orebim تشير إلى العرب الساكنين في عربة Orbo وهم تجَّار رُحَّل ينتسبون إلى قوافل قادمة من العربيَّة.
لكن يرفض كثير من الدارسين ذلك، لأنَّه لم يكن هذا الموقع طريقًا لهذه القوافل. ومن جانب آخر طلب منه الرب أن يختفي فلا يلتقي بأحد حتى لا يعرف الملك مكانه. أخيرًا فإن هذه الكلمة لم تستخدم قط في الكتاب المقدَّس لتعني التجَّار.
تشير هذه الغربان إلى المؤمنين الذين يدركون أنَّهم بأنفسهم خطاة ودنسين، لكن نعمة الله الغنيَّة تحوِّل دنسهم إلى طهارة. نعمة الله تجدِّد طبيعتهم فعِوض الأنانيَّة وحب الذات يشتهون العطاء للغير. يعرفون أن يقدِّموا مائدة روحيَّة مستمرَّة للغير، ليست من صنع أيديهم، ولا بإمكانيَّاتهم البشريَّة، إنَّما هي عطيَّة إلهيَّة لهم. أخيرًا لا يخافوا ولا يخشوا تقديم كلمة الله الحيَّة كطعامٍ شهيٍ طازجٍ للنفوس.
يرى القديس أمبروسيوس
أن كلمة "كريث" معناها "فهم"، و"حوريب" معناها "قلب" أو "كقلب".
"فتشرب من النهر وقد أمرْتْ الغربان أن تعولك هناك" [4].


* لا يوجد موضع يقتات فيه إيليَّا إلاَّ "هناك" (1 مل 17: 4) في صرْفَة صيْدا، حيث أمره الله أن يذهب لتعوله...
بالنسبة ليعقوب أمره الله أن يذهب هناك (بيت ايل) (تك 35: 1).
والسيِّد المسيح سأل تلاميذه أن يرجعوا إلى أورشليم ويقيموا هناك حتى يلبسوا قوَّة من الأعالي لينالوا موعد من الآب (لو 24: 49؛ عب 1: 4، 12؛ 2: 4).
نحن مدعوِّين إلى "هناك" حيث نسكن أو نثبت في المسيح وهو فينا (يو 15: 4-7؛ أف 1: 3)...
في وقت الجفاف حيث يمكن للباطل الجسداني أن يجف فيه، يدخل إلى معرفة الله بالأكثر. لقد ذهب إلى نهر كريث (1 مل 17: 3)، التي تعني "معرفة"، حيث يقدر أن يشرب من فيض معرفة الله.
لقد هرب من العالم بطريقة بها لم يطلب حتى الطعام لهذا الجسد، إلاَّ ما تقدِّمه له الطيور الخادمة (1 مل 17: 6)، مع أن طعامه غالبًا لم يكن من الأرض (1 مل 17: 5-7). بالحقيقة سار أربعين يومًا في قوَّة الطعام الذي تقبله (1 مل 17: 5).
للتأكيد لم يهرب مثل هذا النبي العظيم من امرأة، بل من هذا العالم. ولم يخف الموت، بل تقدَّم لمن يطلب نفسه وقال للرب: "خذ نفسي". لقد عانى من متاعب هذه الحياة، لكنَّه هرب من إغراءات العالم، من عدوى السلوك الدنس والأعمال الشرِّيرة التي للجيل الخاطئ الشرِّير.
القديس أمبروسيوس
"فانطلق وعمل حسب كلام الرب،
وذهب فأقام عند نهر كريث الذي هو مقابل الأردن.
وكانت الغربان تأتي إليه بخبزٍ ولحم صباحًا،
وبخبز ولحم مساء وكان يشرب من النهر" [5-6].
* لم يكن لدى إيليَّا رجل الله خبز للطعام... لكن يبدو أنَّه لم يفشل إذ لم يبحث عن الخبز... لقد طُوب بالأكثر إذ كان غنيًا بالله. من الأفضل أن يكون الإنسان غنيًا للآخرين عنه لنفسه...
إذًا لا يُعين الغِنى الحياة لكي تكون مطوَّبة، هذه الحقيقة يظهرها الرب بوضوح في الإنجيل قائلًا: "طوباكم أيها المساكين لأن لكم ملكوت الله. طوباكم أيها الجياع الآن لأنَّكم تشبعون. طوباكم أيها الباكون الآن لأنَّكم ستضحكون" (لو 6: 20-21). هكذا يقرِّر بوضوح قدر الإمكان أن الفقر والجوع والألم التي تعتبر كشرورٍ، إنَّها ليس فقط لا تعوق عن بلوغ الحياة المطوَّبة بل تُعين بالفعل على نوالها.
القديس أمبروسيوس


"وكان بعد مدَّة من الزمان أن النهر يبس،
لأنَّه لم يكن مطر في الأرض" [7].
يأتي زمان تجف فيه أنهار هذا العالم، فللطبيعة مع كل إمكانيَّاتها حدود تقف عندها. لقد جفَّ نهر إيليَّا إذ لم يكن مطر إلى زمان، أمَّا من يرتفع قلبه إلى السماء، مدينة الله فلا يجد مجاري مياه تجف في الصيف (أي 6: 15)، بل يجد نهرًا يفرِّح مدينة الله لن يجف قط (مز 46: 4)، وينبوع مياه حيَّة لن يتوقَّف قط!
الله الذي أمر إيليَّا أن ينطلق إلى نهر كريث يقدِّم له حلًا عندما يجف النهر. وكما يقول المرتِّل: "أدم رحمتك للذين يعرفونك" (مز 36: 10). أنهار العالم قد تجف أمَّا مراحم الله فلن تتوقَّف قط، ولا تفشل في أن تروي النفوس وتشبعها.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
نبوَّة إِيلِيَّا التِّشْبِيُّ عن الجفاف
فلَو نَصَبْنا ثَلاثَ خِيَمٍ، واحِدَةً لَكَ، وواحِدةً لِموسى، وواحِدَةً لإِيلِيَّا
الظربان المخطط من أنواع الظربان
إعالة الغربان لايليا
" إيليا "إعالة الغربان له ولماذا اختار الله الغربان لتعوله؟


الساعة الآن 04:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024