|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فرض الصَّمت على الشَّياطين لم يفرض يسوع فقط الصَّمت على المستفيدين من معجزاته بل فرضه أيضًا على الشَّياطين. يكفي أن نتصفح إنجيل مرقس حتى يتَّضح لنا ذلك: في بدء إنجيل مرقس لم يدع الشَّياطين تفشي سره (مرقس1: 34) مع انَّهم يُعبرون عن حقيقة كشفها صوت الله وشهد بها الإيمان المسيحي بان يسوع هو المسيح ابن الله وقدوس الله. وهذه العبارات التي يستعملها الشَّياطين "أنت قدوس الله" (مرقس 1: 24)، "أنت المسيح" (مرقس 8: 29)، "يسوع، ابن الله العلي" (مرقس 5: 7) تكشف عن هوية يسوع الحقيقيَّة. ولكن هذه العبارات يجب ألاّ تُذاع وإلا بعد الحُكم على يسوع بالموت، كما دلّت عِلة الحكم عليه (مرقس 14: 61-62). يفرض يسوع الصَّمت عن هذه الألقاب، لا لعدم موافقته عليها، بل لانَّ هناك ساعة حدَّدها يسوع نفسه للكشف عن هويته. وتلك السَّاعة هي ساعة الآلام (مرقس 14: 41) فإن إفشاء هوية يسوع يؤدِّي حتما إلى تسليمه إلى الموت. لذلك ينبغي على يسوع أن يحتفظ بهذه الهوية إلى ساعة المُحدَّدة لآلامه. يريد يسوع أن يؤمن النَّاس أن هو المسيح بسبب أقواله وأعماله وليس بسبب شهادة الشَّياطين. وأراد يسوع أن يُعلن حقيقة كونه المسيح في التَّوقيت الذي يختاره هو، وليس في الوقت الذي يختاره الشَّيطان. نستنتج مما سبق أن يسوع امر النَّاس بالصَّمت وعدم إعلان المعجزة، لأنه لا يريد أن يعرف النَّاس قبل الأوان انه المسيح، لانَّ هذا اللَّقب شديد الالتباس، وستظل هوية المسيح غامضة حتى الموت على الصَّليب؛ حينئذ فقط نستطيع أن نجزم ونقول انه المسيح المنتظر ليس فقط مجترح العجائب وصاحب القدرة الإلهيَّة، بل هو حامل الخلاص النِّهائي إلى البشريَّة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لَقد أصابَنى الصَّمت |
يطرد يسوع الشَّياطين بكلمته التي تفعل ما يقوله |
الشَّياطين كانوا يعرفون يسوع على حقيقته: انه هو ابن الله |
الميلاد: لقاءُ الصَّمت |
وطرَدوا كَثيراً مِنَ الشَّياطين |