ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
افرحوا في أعيادكم ومناسباتكم أمام الربّ كُتب سفر التثنية، في نسخته الأخيرة، خلال المنفى أو في نهايته. وحين دعا الناس لكي يجتمعوا في موضع واحد، اختاره الله، لا في مواضع مشتَّتة، متفرِّقة، حيث تعمل كلُّ فئة ما يحلو لها، قال: “إلى هناك تحملون ذبائحكم وتقدمات أيديكم. تأكلون هناك أمام الربِّ إلهكم، وتفرحون بجميع ما هو في متناول أيديكم، أنتم وأهل بيوتكم، من الخيرات التي بارككم فيها الربُّ إلهكم” (تث 12: 16-17). الفرح بدايةً لا يكون أنانيّاً فأنسى الذين بقربي. على مثال ذاك الذي طُلب منه بضعة أرغفة في الليل فأجاب: “لا تزعجني! الباب مغلق الآن، وأولادي معي في الفراش” (لو 11: 7). أمّا سفر التثنية فيوصي: “وافرحوا أمام الربِّ إلهكم، أنتم وبنوكم وبناتكم وعبيدكم وجواريكم واللاويّ[1] الذي في مدنكم” (12: 12). الفرح ثانيًا لا يكون فرحًا في غياب الربّ، فيصبح سكرًا وعربدة وشراهة وتصرُّفات لا تليق بالله وتجرح إخوتنا الفقراء. لهذا قال الربُّ أيضًا بلسان موسى: “أمام الربِّ إلهكم (يكون العيد)، في الموضع الذي أختاره، أنتم وبنوكم… وتفرحون أمام الربِّ إلهكم” (آ18). نلاحظ التكرار: “أمام الربِّ” يكون الفرح الحقيقيّ. والباقي فرح مزيَّف ولا يدوم طويلاً، بل يكون مثل الدخان الذي يمضي ولا يعود. قال يسوع ليلة الوداع: “قلتُ لكم هذا ليدوم فيكم فرحي (فرحي أنا، لا ذاك الآتي من العالم) ويكون فرحكم كاملاً” (يو 15: 11). وفي أيِّ حال، مع الربِّ، حتَّى الحزن يتحوَّل فرحًا (يو 16: 20). كان لدى العبرانيِّين ثلاثة أعياد، ترتبط كلُّها بالزراعة، أي ببركة الله وعطاياه. الأوَّل، عيد الفصح والفطير. فهم لا يأتون “لزيارة” الربِّ وأيديهم فارغة. هي عدم لياقة، وعدم عرفان بالجميل تجاه الذي أخرجهم من أرض العبوديَّة وأعطاهم هذه الأرض الطيِّبة. والعيد الثاني، حصاد القمح أو عيد الخمسين (سبعة أسابيع بعد الفصح). قال الربّ: “عيِّدوا عيد الحصاد للربِّ إلهكم، وتبرَّعوا بالعطاء قدر ما تسمح أيديكم، وبحسب بركته لكم” (تث 16: 10). نعطي قبل أن نأخذ. نهتمُّ بالآخرين قبل الاهتمام بأنفسنا. ففي العطاء فرح لا نجده في الأخذ (ع 20: 35). وتأتي الوصية: “افرحوا أمام الربِّ إلهكم أنتم وبنوكم…” وأيضًا: “الغريب واليتيم والأرملة” (آ11). والعيد الثالث يقع في الخريف، وقت قطاف الزيتون وصنع النبيذ وتدبير الغلَّة للشتاء. دُعيَ عيد المظالّ لأنَّ المزارعين كانوا يصنعون “خيمة” بشبه مظلَّة، ويقيمون فيها. “افرحوا” (آ14). ويدعونا إلى شيء ربَّما لا نستطيع أن نقوم فيه: “سبعة أيَّام تعيِّدون أمام الربِّ إلهكم” (آ15). فالرقم سبعة هو رقم الكمال. فهو يقول: ينبغي أن يدوم العيد. تعيشون في عيد. فالربُّ “بارككم في جميع غلاَّتكم وفي كلِّ أعمال أيديكم”. لهذا “لا تكونوا إلاَّ فرحين” (آ15). فالحزن ممنوع وقيل عنه هو من الخطايا الرئيسيَّة بعد الكبرياء والحسد والشراهة وغيرها. وقال أحد القدِّيسين: “حزن واحد عندي، لأنِّي لستُ قدِّيسًا”. بعد ذلك، لا شيء يمكن أن يحزنني. يأتي المؤمنون إلى الأعياد وهم ينشدون المزامير: “فرحتُ بما قيل إلى بيت الربِّ ننطلق” (122: 1). أو في مز 4: 7-8: “فيا ربّ، يا إلهنا، ارفع علينا نور وجهك. بعثتَ فرحًا في قلبي أين منه فرح الأغنياء بكثرة حنطتهم والشعير.” وتكون الصلاة: “أحمدك، يا ربّ، بكلِّ قلبي، وأحدِّث بجميع عجائبك. أفرحُ وأبتهجُ بك وأرتِّل لاسمك أيُّها العليّ” (9: 3) ونتطلَّع إلى الربِّ الذي هو سيِّد الكون والتاريخ: “رنِّموا للربِّ، أيُّها الصدِّيقون، فالتهليل يليق بأهل الاستقامة. احمدوا الربَّ بالكنَّارة، وبعود من عشرة أوتار رتِّلوا له. أنشدوا له نشيدًا جديدًا، وأحسنوا التنغيم مع الهتاف”. هي البداية في مز 33. أمّا المؤمن فينتهي نشيده: “نفوسنا تنتظر الربَّ. فهو نصير وترسٌ لنا. به تفرح قلوبنا وعلى اسمه القدُّوس توكَّلنا. فلتكن يا ربّ رحمتك علينا وعلى قدر ما رجوناك” (آ20-22). وينتهي العيد. ويعود الناس إلى بيوتهم. يلقون نظرة أخيرة إلى الهيكل، وبعد وقت أورشليم، مدينة الملك العظيم، ويحملون فرحًا في قلوبهم يكون مثل شعلة نار تبقى مضاءة إلى العيد التالي: متى أعود؟ |
|