|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العذراء مريم والدة المسيح بالحبل المقدس ميلاد السيد المسيح من عذراء تم ميلاد السيد المسيح بمعجزة عظيمة جدا، لأنه وُلد من عذراء لم تعرف رجلا. لا يوجد أب بشري طبيعي للمسيح. هذه معجزة فريدة من نوعها في تاريخ البشرية. بشر ملاك الله الحي السيدة العذراء مريم والدته بالحبل المقدس قائلا: وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: "سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ." فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ وَفَكَّرَتْ مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ التَّحِيَّةُ! فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: "لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ." فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: "كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟" فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: "اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضاً حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا وَهَذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِراً لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ." فَقَالَتْ مَرْيَمُ: "هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ." فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ (لُوقَا 1: 26-38). بالعهد القديم للكتاب المقدس (كتب الأنبياء) نبوات خاصة بميلاد السيد المسيح وطفولته (إِشَعْيَاءَ 7: 14؛ 9: 6-7؛ مِيخَا 5: 2؛ هُوشَع 11: 1؛ إِرْمِيَا 31: 15). سبقت هذه النبوات مجيء السيد المسيح ببضعة قرون من الزمان (600-700 سنة ق.م). تحققت هذه النبوات في ميلاد وطفولة السيد المسيح. كانت عملية ميلاد السيد المسيح بكاملها مبادرة الله وعمله المقدس. فقد جلبت قوة الله الحي القدير العاملة بروحه القدوس حبل العذراء بطريقة إعجازية غير طبيعية بدون تدخل رجل. "أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (مَتَّى 1: 18، 20-21؛ لُوقَا 1: 35). السيد المسيح هو الابن الوحيد لله ألآب__بنوة حقيقية روحية فريدة من نوعها. السيد المسيح هو "... عِمَّانُوئِيل--ﭐلَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا" (مَتَّى 1: 23). في تجسده، أخلى ابن الله الأزلي ذاته ليأخذ صورة إنسان (فِيلِبِّي 2: 5-8). "يشوع" هو ألأصل العبري لكلمة "يسوع." معنى كلمة "يشوع" في اللغة العبرية "الله يخلص:" "... وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ" (مَتَّى 1: 21؛ لُوقَا 1: 31). معنى كلمة "المسيح" "الممسوح" (بالروح القدس لله الحي). ميلاد السيد المسيح من العذراء يؤكد ويوطد لنا حقيقتين على درجة كبيرة من الأهمية. الحقيقة الأولى: أن للسيد المسيح طبيعة بشرية كاملة أخذها من والدته السيدة العذراء مريم، التي أعطته ميلاده البشري. الحقيقة الثانية: أن للسيد المسيح أيضا طبيعة إلهية كاملة لأن ميلاده تم بطريقة إعجازية فريدة من نوعها في تاريخ البشرية جمعاء "... عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ ..." (تِيمُوثَاوُسَ الأُولَى 3: 16). إتحدت الطبيعتين في شخص السيد المسيح بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير. قبلت القديسة العذراء مريم بإرادتها الحرة مشيئة الله لها بخصوص حبلها المقدس الفريد من نوعه (لُوقَا 1: 38)، بلا خوف من عار قد يسببه ذلك لأنها لم تكن قد تزوجت بعد. كانت مسكنا لجنين السيد المسيح لمدة تسعة أشهر. يشير هذا إلى أن السيد المسيح هو المسكن الزمني والأبدي للمؤمن به الذي يحيى في حياة شركة معه. السيد المسيح هو "... حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ" (يُوحَنَّا 1: 29). وُلد السيد المسيح، حمل الله، في مذود للمواشي (لُوقَا 2: 7). ولقد أعلنت الملائكة ميلاده أولا "... لرُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ" (لُوقَا 2: 8). يشير كل هذا إلى تقدمة السيد المسيح لنفسه على الصليب ليكفر عن خطايا المؤمنين به. حمت ملائكة الله الحي السيد المسيح في ميلاده وفي طفولته من يوسف الذي انتابه الشك في عفة القديسة العذراء مريم (مَتَّى 1: 19-21)، ومن هِيرُودُسَ الملك الذي أراد قتل الطفل يسوع (مَتَّى 2: 12-13)، ومن أَرْخِيلاَوُسَ الملك (مَتَّى 2: 22). المعجزات الكثيرة للسيد المسيح فعل السيد المسيح أثناء عمله التبشيري على الأرض الذي إستغرق حوالي ثلاث سنوات معجزات كثيرة، بعضها فريد من نوعه في تاريخ البشرية—معجزات لم يفعلها أحد من قبله. لقد فعل السيد المسيح معجزات أكثر جدا من معجزات أي نبي في تاريخ البشرية جمعاء. ما استخدم يسوع قوته الإلهية لايذاء أو لتدمير أي شخص، أو لمنفعته الشخصية. أعماله لم تؤدي إلى عجائب بلا معنى عديمة الفائدة. كانت أقوى معجزة فعلها هي إقامة رجل يدعى لعازر من الموت بعد أربعة أيام من موته. كانت جثته قد بدأت تتعفن في قبره (يوحنا 11: 1-44). من المعجزات الأخرى القوية معجزات خلق مادة جديدة. أطعم يسوع آلافا من الجياع بتكثير قليل من الخبز والأسماك، فأكلوا وشبعوا ثم جمعوا كثيرا من الفضلات في سلال (لوقا 9: 11-17؛ متّى 15: 32-39). خلق يسوع مقلتي عينين جديدتين لرجل مولود أعمى بدون مقل العيون (يوحنا 9). بالإضافة إلى ذلك، فعل يسوع كثيرا من معجزات شفاء أمراض وإخراج شياطين ليحرر الناس من قوى الظلام الشريرة. فعل السيد المسيح معجزاته علنا حتى يراها الناس ويؤمنوا. يخبرنا الإنجيل أن السيد المسيح فعل أكثر من 900-1000 معجزة. شاهد تلك المعجزات حوالي 15,000 شخص. بالإضافة إلى هذا، حوالي 86,000 من أصدقاء وأقارب المرضى الذين شفاهم السيد المسيح كان في إمكانهم التأكيد أن ألئك الأشخاص كانوا مرضى ثم أصبحوا أصحاءا. يعني هذا أن حوالي واحد من كل عشرين شخص ممن عاشوا في فلسطين في ذلك الوقت إما رأى معجزة، أو عرف مريضا قد حصل على الشفاء. يقدم لنا الإنجيل فقط جزءا صغيرا من معجزات السيد المسيح يمثل قواته المختلفة: "وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ" (يُوحَنَّا 20: 30، 31؛ 21: 25). معجزات رسل السيد المسيح قام رسل السيد المسيح بعمل معجزات كثيرة باسمه في القرن الأول من الميلاد حتى يؤمن الناس بإنجيل المسيح (أَعْمَالِ الرُّسُلِ 2: 43؛ 8: 7). أعطاهم السيد المسيح قوة عمل المعجزات (مَرْقُسَ 3: 15؛ 16: 17). شفى القديس بطرس الرسول المرضى (أعمال الرسل 5: 15)، وأقام امرأة مؤمنة تدعى طابيثا من الموت (أعمال الرسل 9: 36-43). شفى الرسولين بطرس ويوحنا رجلا أعرجا (أعمال الرسل 3: 2-11). تم الإفراج عن بطرس الرسول ورسل آخرين من السجن بمعجزة (أعمال الرسل 5: 19-23؛ 12: 6-11؛ 16: 25-30). ضرب بولس الرسول ساحرا يدعى باريَشوع بالعمى (أعمال الرسل 13: 6-12)؛ شفى الرجل المشلول (أعمال الرسل 14: 8-10)؛ أخرج أرواحا شريرة وشفى المرضى (أعمال الرسل 16: 18؛ 19: 11-12؛ 28: 8-9)؛ وأقام من الموت شابا يدعى أفتيخوس (أعمال الرسل 20: 9-12). ذكّر القديس بولس الرسول المؤمنين بمعجزاته في بعض رسائله (رُومِيَةَ 15: 18-19؛ كُورِنْثُوس الثَّانِيَةُ 12: 12). معجزات العصر المسيحي التالي للعصر الرسولي (من القرن الثاني الميلادي حتى الآن) إستمر حدوث المعجزات الإلهية في تاريخ الكنيسة بعد العصر الرسولي. مازالت معجزات شفاء وإخراج شياطين والحديث بألسنة والتنبؤ تحدث بكثرة بإسم السيد المسيح حتى الآن. كما تحدث أنواع أخرى من المعجزات من وقت لآخر على حسب احتياجات الوضع البشري. نتحدث هنا باختصار عن ثلاثة معجزات عظيمة—حدثت إثنتان منهما في مصر والثالثة في القدس. نقل جبل المقطم قصد الرب الإله في طريقة خلاصه للبشرية ألا يترك نفسه بدون شاهد في الشرق الأوسط. إختار أن يكون هذا الشاهد في مصر حيث تعيش أكبر أقليه مسيحية في الشرق الأوسط اليوم: "فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخُمِهَا" (إِشَعْيَاءَ 19: 19)؛ " يُبَارِكُ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلاً: مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ" (إِشَعْيَاءَ 19: 25 أ). كل ألف سنة، يصدر السيد المسيح تصريحه وقوله في مصر ليؤكد هذه النبوءة. يبدو أنه يعلن جهارا أن شاهده في مصر سيبقى الألف سنة التالية، أو حتى مجيئه الثاني إذا حدث قبل ذلك. تميزت أول ألف سنة بعد الميلاد بسلسلة من الإضطادات الرومانية والبيظنتية والإسلامية للكنيسة القبطية في مصر. حدثت هذه المعجزة في نهاية الألف سنة الأولى للمسيحية في القرن العاشر الميلادي في عهد الخليفة الفاطمي المُعز لدين الله (952-975) والبطريرك القبطي أبرآم السرياني (البطريرك الثاني والستين—975-978). كان المسئول على جباية الخراج رجل يدعى يعقوب بن كلس الذي تحوّل من اليهودية إلى الإسلام حتى يحصل على منصب عالي في الحكومة. كان يعقوب يمقت المسيحية والمسيحيين. قد حاول أن يثبت أن المسيحية ديانة كاذبة وباطلة. لذلك طلب من الخليفة أن يجادل ممثلي الكنيسة القبطية في حضرته. أفحمه ودحض حججه الأسقف القبطي ساويرس ابن المقفع وتغلب عليه في المجادلة. غضب يعقوب لهذه النتيجة وخرج من المجادلة مُصرا أن يفعل كل ما في وسعه ليمحو المسيحية من مصر. ليحقق هذا الهدف، ذكر للخليفة المسلم أن السيد المسيح قد علم تلاميذه قائلا: "فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ" (مَتَّى 17: 20). أشار على الخليفة أن يطلب من المسيحيين المصريين أن يثبتوا صحة ديانتهم بتحريك جبل المقطم العظيم المطل على القاهرة. إستدعى الخليفة البطريرك القبطي أبرآم السرياني وأعطاه ثلاثة إختيارات: إما أن يحرك الجبل، أو يتحول كل الشعب القبطي إلى الإسلام، أو يتم الإستيلاء على جميع ممتلكات الشعب القيطي ونفيهم. طلب البطريرك من الخليفة أن يمهله ثلاثة أيام ليتدبر الأمر. أمر البطريرك كل مسيحي مصر بالصلاة والصوم لمدة ثلاثة أيام حتى يتدخل الرب الإله وينقذ كنيسته وشعبه من الدمار. أما هو فانطلق إلى كنيسة السيدة العذراء مريم المعروفة بالمعلقة بمصر القديمة (مازالت قائمة حتى الآن) حيث إنعكف على الصوم والصلاة حتى شاهد في رؤية السيدة العذراء في صباح اليوم الثالث. أعطته إرشادات مفصلة ليتصل برجل سيفعل الرب معجزة تحريك الجبل على يديه. أطاع الإرشادات فوجد الرجل المطلوب. كان رجلا دبّاغا فقيرا في ملابس رثة بعين واحدة يدعى سمعان الخراز. خلع عينه الأخرى عندما حاولت إمرأة أن تغريه إذ قد فهم تعليم السيد المسيح في هذا الشأن بطريقة حرفية (مَتَّى 5: 29). وقد إعتاد كل صباح باكر أن يملأ قربته بالماء ويقوم بتوزيعه على المقعدين من الكهول والمرضى الذين لا يستطيعون الحصول على الماء لأنفسهم. أخبر سمعان البطريرك بما ينبغي عمله. أخبر البطريرك الخليفة أن الرب سيحرك الجبل. أخذ الخليفة عظماءه وجنوده إلى الجبل، كما ذهب البطريرك وأساقفته وسمعان الخراز وكهنة ومجموعة كبيرة من الشعب القبطي إلى سفح الجبل. بعد تقديم القداس الإلهي، سجد البطريرك والشعب ثم وقفوا قائلين "كيرياليصون" (يا رب ارحم) فحدثت زلزلة وضوضاء إذ بدأت صخور قاعدة الجبل تتشقق وتحرك الجبل وارتفع عند قيامهم من سجودهم حتى ظهرت الشمس من تحته. وكان الجبل ينخفض ويرتفع متابعا حركتهم كلما سجدوا ووقفوا بعد سجودهم حتى أكملوا ثلاثة مرات. ففزع الخليفة وحاشيته وجنوده فأسرع إلى البطريرك يلتمس منه أن يكف لأنه الآن يعلم أن الإيمان المسيحي إيمان صادق وأن المسيح حي. نتيجة لهذه المعجزة العظيمة بقيت المسيحية في مصر ولم تندثر وتحسّنت أحوال المسيحيين في مصر في عهد الخليفة المُعز. تم بناء كنائس جديدة وإصلاح كنائس مخرّبة. فضّل المعز المسيحيين لدرجة أنه أمر بهدم مسجد بُنِيَ مواجها كنيسة الأنبا شنودة في مصر القديمة. توجد أدلة تاريخية هامة تشير إلى أن الخليفة المعز آمن بالمسيحية وتعمّد وتنازل عن عرشه لإبنه العزيز بالله وقضى أواخر سني حياته في دير في الصحراء. تزوج إبنه العزيز إمرأة مسيحية؛ فضل المسيحيين في مناصب الحكومة الرفيعة؛ سمح ببناء كنائس جديدة وبإصلاح الكنائس القديمة؛ وخفف حمل الضرائب الثقيل عن كاهل المسيحيين. تجلي القديسة العذراء مريم في نهاية القرن العشرين، بعد نقل جبل المقطم بحوالي ألف سنة، أصدر الرب إعلانه في مصر للمرة الثانية بدون تأخير. بدأت القديسة العذراء مريم تتجلّى في وفوق قباب كنيستها بالزيتون (أحد ضواحي مدينة القاهرة) في 2 أبريل 1968. إستمر ظهور القديسة العذراء مريم بطريقة متقطعة لمدة أكثر من عام في عهد البطريرك القديس كيرلس السادس، المائة والسادس عشر من باباوات الكنيسة القبطية. وكان تجليها يطول في بعض الليالي إلى بضع ساعات دون توقف أمام آلاف من الناس. وكان يصاحب بعض تجليات القديسة العذراء مريم ظهور كائنات روحانية مضيئة تشبه الحمام فوق رأسها وأضواء تغمر القبة الوسطى للكنيسة وسحاب نوراني فوق قباب الكنيسة. أخذ الناس الذين شاهدوها صورا فوتغرافية لها. رآها أكثر من مليون شخص من أقباط ومسلمين وسواح أوربيين وأمريكيين. كما شاهدها الرئيس المصري جمال عبد الناصر وزوجته وبناته. تمت على يديها معجزات شفاء كثيرة لكثير من الناس بنعمة جزيلة. لم يحدث في التاريخ أن رآى تجليّ القديسة العذراء مريم هذا العدد الكبير من الناس لهذه المدة الطويلة. مرة ثانية بقيت المسيحية في مصر، وأصدر السيد المسيح إعلانه بوضوح وجلاء أن شاهده في مصر سيبقى ألف سنة أخرى، أو حتى مجيئه الثاني إذا حدث قبل ذلك. هذا الموقع يحتوي على صور فوتغرافية لتجلّي القديسة العذراء مريم. النور المقدس في عيد القيامة كثيرا ما تكون أعمال الرب وتجلي مجده مصحوبة بظهور نور ونار. دعي الرب موسى للنبوة من العليقة المشتعلة التي لم تحترق بالنار (خروج 3: 2-4). عندما نزل الرب على جبل سيناء ليعطي الشريعة لموسى النبي، "كَانَ جَبَلُ سِينَاءَ كُلُّهُ يُدَخِّنُ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الرَّبَّ نَزَلَ عَلَيْهِ بِالنَّارِ وَصَعِدَ دُخَانُهُ كَدُخَانِ الأَتُونِ وَارْتَجَفَ كُلُّ الْجَبَلِ جِدّاً" (الْخُرُوجِ19: 18)؛ "وَكَانَ مَنْظَرُ مَجْدِ الرَّبِّ كَنَارٍ آكِلَةٍ عَلَى رَأْسِ الْجَبَلِ أَمَامَ عُيُونِ بَنِي إِسْرَائِيلَ" (الْخُرُوجِ 24: 17)؛ "وَلَمَّا نَزَلَ مُوسَى مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ وَلَوْحَا الشَّهَادَةِ فِي يَدِهِ عِنْدَ نُزُولِهِ مِنَ الْجَبَلِ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ أَنَّ جِلْدَ وَجْهِهِ صَارَ يَلْمَعُ مِنْ كَلاَمِ الرَّبِّ مَعَهُ. فَنَظَرَ هَارُونُ وَجَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُوسَى وَإِذَا جِلْدُ وَجْهِهِ يَلْمَعُ فَخَافُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ" (الْخُرُوجِ 34: 29-30). قاد الرب بني إسرائيل في برية سيناء بأعمدة سحاب ونار: "وَكَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَاراً فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ وَلَيْلاً فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ - لِكَيْ يَمْشُوا نَهَاراً وَلَيْلاً" (الْخُرُوجِ 13: 21). عند تكريس معبد سليمان بالقدس تجلى مجد الرب في سحابة مضيئة ملأت المعبد (الْمُلُوكِ الأَوَّلُ 8: 10-11؛ حِزْقِيَالَ 10: 4). قدم إيليا النبي ذبيحة (ثورا) إلى الرب على جبل الكرمل حتى يقنع بني إسرائيل بأن الرب هو الإله الحقيقي فيتركوا عبادة الآلهة الوثنية، "فَسَقَطَتْ نَارُ الرَّبِّ وَأَكَلَتِ الْمُحْرَقَةَ وَالْحَطَبَ وَالْحِجَارَةَ وَالتُّرَابَ، وَلَحَسَتِ الْمِيَاهَ الَّتِي فِي الْقَنَاةِ" (الْمُلُوكِ الأَوَّلُ 18: 38). عندما تجلى السيد المسيح أمام بعض تلاميذه على جبل طابور، "وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي صَارَتْ هَيْئَةُ وَجْهِهِ مُتَغَيِّرَةً وَلِبَاسُهُ مُبْيَضّاً لاَمِعاً" (لُوقَا 9: 29). عندما ذهبت النسوة بالحنوط إلى قبر السيد المسيح بعد قيامته من بين الأموات، رأين "...رَجُلينِ (ملاكين) واَقَفَين بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ" (لُوقَا 24: 4). في عصر السبت السابق لأحد عيد القيامة الأرثوذكسي، يدخل وفد من السلطة الحاكمة الغير مسيحية (كانت إسلامية ثم الآن يهودية) قبر السيد المسيح في كنيسة صغيرة داخل كنيسة القيامة ليفتشه للتأكد من عدم وجود أي مصدر أو وسيلة لإشعال نار. ثم يختم بابه بالشمع. يذكرنا هذا بما فعلته السلطات الرومانية الحاكمة بعد دفن السيد المسيح. ختمت قبره وأرسلت جنودا لحراسته "...لِئَلَّا يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ فَتَكُونَ الضَّلاَلَةُ الأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الأُولَى!" (مَتَّى 27: 64). ثم يتم إطفاء كل الأضواء في الكنيسة. يدخل البطريرك الأرثوذكسي للقدس كنيسة القيامة في موكب كبير من المؤمنين. يطوف موكب البطريرك ثلاثة مرات حول الكنيسة الصغيرة التي تحتوي على قبر السيد المسيح. ثم يدخل البطريرك قبر السيد المسيح حاملا في يده شمعتين منطفئتين. يركع أمام الحجر حيث وضعوا جسد السيد المسيح بعد موته على الصليب، ويصلي بحرارة لبضعة دقائق. فينبثق النور ألسمائي المقدس من الحجر. هو نور غير محدد أزرق قد يتوهج بألوان مختلفة. عند ظهوره في البداية لا يحرق. يشعل شمعتي البطريرك. ثم يشعل المؤمنون الحاضرون شموعهم من شمعتي البطريرك. كما أن النور المقدس يشعل مباشرة قناديل الزيت المعلقة في أماكن مختلفة في الكنيسة ليست في متناول يد المؤمنين. كما قد يطوف النور المقدس بأرجاء الكنيسة. يحصل البعض على النور المقدس مباشرة حيث يتقد شمعهم تلقائيا، فيجددهم هذا الاختبار روحيا. تحدث معجزة النور المقدس بانتظام بنفس الطريقة وفي نفس المكان كل سنة لأكثر من ستة عشر قرنا منذ القرن الرابع الميلادي. يدل هذا الانتظام على أمانة السيد المسيح تجاهنا. إذ أنه يعطي النور المقدس كل سنة على الرغم من ضعفاتنا وأخطائنا. مازالت نار القيامة المقدسة تضيء في سبت عيد القيامة الأرثوذكسي حتى يومنا هذا معلنة أقوى معجزة في تاريخ البشرية: معجزة قيامة يسوع المسيح، رب المجد، من الأموات في اليوم الثالث منتصرا على الموت، ليس فقط موته لكن أيضا موت كل المؤمنين به الذين يعيشون في حياة شركة معه. إنها تجعل قيامته ملموسة وقريبة منا. نار القيامة القدسة هي هدية محبة المسيح الفريدة للكنيسة الأرثوذكسية. شمعة القيامة تمثل شخص المسيح؛ ووهجها يمثل قيامته من الأموات لينير العالم: "ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً قَائِلاً: أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ" (يُوحَنَّا 8: 12). إعطاء النور للمؤمنين يرمز إلى تضحية المسيح بحياته لأجل المؤمنين به. في عهد البطريرك القبطي بطرس الجاولي (1810-1852)، إدعى البعض أمام إبراهيم باشا (إبن محمد علي باشا، الحاكم التركي) بأنه لا صحة لما يدّعي به المسيحيون بظهور النور من قبر السيد المسيح سبت عيد القيامة وأن كل ذلك زيف وخداع. طلب إبراهيم باشا من البطريرك بطرس أن يثبت له صدق ظهور نور القيامة. سافر البطريرك القبطي إلى القدس واشترك مع بطريرك القدس الأرثوذكسي في الصلوات في قبر السيد المسيح بكنيسة القيامة في سبت عيد القيامة الأرثوذكسي. إنبثق نور القيامة المقدس من قبر السيد المسيح الفارغ؛ طاف في الكنيسة؛ ثم شق العمود القائم على يسار مدخل الكنيسة من وسطه في طريقه لمقابلة جموع المؤمنين المحتشدين خارج الكنيسة. لا يزال هذا العمود قائما للآن مشقوقا من وسطه شاهدا ومعلنا حقيقة وقوة قيامة السيد المسيح التي تعطي حياة للمؤمنين به. إنزعج إبراهيم باشا لما حدث فأسرع إلى البطريرك القبطي يطلب منه الأمان. خلال كل تاريخ البشرية حتى يومنا هذا، يعلن الله الحقيقي القدير الحي نفسه للبشرية، خليقته العاقلة، بمعجزات وقوات عظيمة لكي يؤكد صدق وصحة وأصالة وحيه للبشرية؛ لكي يعلن سماته القدسية؛ ولكي يرد على أعمال الناس وصلوات المؤمنين. صدّق الله على الوحي إلى موسى النبي وأكد وأثبت صحته بواسطة معجزات قوية. شعّ وتألق من يسوع المسيح وجود الله بواسطة تعاليمه وأعماله التي إشتملت على معجزات قويه كثيرة شهدت على سلطانه الإلهي وقوته للخلاص. على عكس ذلك، عجز محمد عن فعل أية معجزات على الإطلاق؟ لم تُثبت أية معجزات صحة إدعاءات محمد بالنبوه. في الواقع أن محمد قد أعلن في القرآن أنه لا يستطيع أن يفعل أية معجزات: "وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ" (العنكبوت 29: 50)؛ "أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً" (الإسراء 17: 93). معجزات وقوّات الرب الإله له المجد ضرورية وأساسية جدّا لفهمنا للإله الحقيقي الحي ولإيماننا به، ولثقتنا بعمله الخلاصي في حياتنا ونفوسنا. ألإله الذي لا يعلن عن ذاته بمعجزات وقوات هو مجرد فكرة نظرية تعيش فقط في عقل ومُخيلة الشخص الذي يؤمن بها. هو إله لا حول له ولا قوة. هو إله لا يوجد في الواقع. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الابن الوحيد للآب الممتلئ نعمة وحقاً |
بنوة السيد المسيح للآب |
هل بنوة المسيح للآب؟ |
بنوة المسيح للآب |
تفسير بنوة السيد المسيح للآب |