سلطان سليمان وغناه وحكمته
إذ تولَّى سليمان العرش بدأ عمله بالالتقاء مع الله ملك الملوك، الذي اختاره ملكًا على شعبه. وكأنَّه بالوكيل الذي يلجأ إلى موكِّله قبل أن يبدأ العمل، حتى يتمِّم إرادته. قدَّم سليمان محرقات وذبائح سلامة ليُعلن عن حبُّه لمن أقامه ويشكره، كما قدَّم صلوات طوال النهار يسأله فيها أن يهبه الحكمة السماويَّة، وإذ ترآى له الرب لم يطلب شيئًا سوى الحكمة.
الآن يبدأ عمله بإقامة مجلسٍ يشبه مجلس الوزراء لكي يعمل من خلالهم. فقد اتَّسعت مملكة سليمان، وتحقَّقت الوعود الإلهيَّة المقدِّمة للآباء البطاركة، خاصة إبراهيم. وأعطاه الله نعمة في أعين الملوك المحيطين به. اتَّسم عهده بالسلام والخير الوفير. ودخل في مشروعات ضخمة، وصارت له شهرة بسبب حكمته وإنتاجه الأدبي، فقد كتب 3000 مثلًا، 1005 أغنية، وأعمالًا علميَّة عن النباتات والحيوانات (1 مل 4: 33) كما وضع بعض الأسفار المقدَّسة بإعلان الروح القدس، وبنى أيضًا الهيكل.